تبيان توفيق: من ذاكرة التاريخ .. ولقاءات الطاهر    شاهد بالفيديو.. البرهان يعزي في استشهاد الملازم أول معاش محمد صديق بمسقط رأسه    فيصل محمد صالح يكتب: كيف يتم تفعيل إعلان جدة؟    البليهي يرد على التشكيك في قوة الدوري السعودي    وضع الجيش أفضل عسكرياً وعملياتياً .. وأن مليشيا التمرد تحت الضغط والمضاغطة    مليشيا الدعم السريع يصادر مركبات النقل العام في أم بدة    البطل محمد صديق ..هل تم تسليمه..؟    ولاية الخرطوم تشرع في إعادة البناء والتعمير    هؤلاء الزعماء مطلوبون للجنائية الدولية.. لكنهم مازالوا طلقاء    شاهد بالصورة والفيديو.. سائق "أوبر" مصري يطرب حسناء سودانية بأغنيات إيمان الشريف وعلي الشيخ الموجودة على جهاز سيارته والحسناء تتجاوب مع تصرفه اللطيف بالضحكات والرقصات    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الثلاثاء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل بوصلة رقص مثيرة وهي تدخن "الشيشة" على أنغام (مالو الليلة) والجمهور يتغزل: (خالات سبب الدمار والشجر الكبار فيه الصمغ)    شاهد بالفيديو.. الناشطة السودانية الشهيرة (خديجة أمريكا) ترتدي "كاكي" الجيش وتقدم فواصل من الرقص المثير على أنغام أغنية "الإنصرافي"    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي ليوم الثلاثاء    مصر.. وفيات بغرق حافلة في الجيزة    قادة عالميون يخططون لاتفاق جديد بشأن الذكاء الاصطناعي    صلاح ينهي الجدل حول مستقبله.. هل قرر البقاء مع ليفربول أم اختار الدوري السعودي؟    عائشة الماجدي: (أغضب يالفريق البرهان)    رئيس لجنة المنتخبات الوطنية يشيد بزيارة الرئيس لمعسكر صقور الجديان    إجتماعٌ مُهمٌ لمجلس إدارة الاتّحاد السوداني اليوم بجدة برئاسة معتصم جعفر    معتصم جعفر:الاتحاد السعودي وافق على مشاركته الحكام السودانيين في إدارة منافساته ابتداءً من الموسم الجديد    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    الحقيقة تُحزن    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار وخفايا: كشف المسكوت عنه من الأخطاء: 10
صديقا الترابي (بن لادن وكارلوس): لولا خروج الأول من الخرطوم لانهالت علينا صواريخ كروز بدلاً عن كابول ؟! إضاءة
نشر في الوطن يوم 03 - 09 - 2014

الزمن المتخثر يمضي ومازال الزيف حقيقة، عاماً خلف عام، والوطن يسقط في التجربة خيطاً من الدماء بين الجرح وحد لسكين يختبئ في صرر المهجرين والمشردين والنازحين والمذبوحين واللاعبين في السياسة بين النار والموت يأتمرون على الناس ضد الناس النازحين والمهاجرين.
من دبّّر من خطط وسحب الارض من تحت خطوات الناس في دارفور ؟ والدفاتر عتيقة لا من الناس من سأل ماذا فعلوا؟ والحرب تحمل الموت تزور القرى والقرية خلف القرية تقتل أسماءها وتنام، واللعبة تكبر تصبح بحجم الكبار من القوات المتعددة الجنسية ... ثم ... ثم... حاول أكامبو تنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة ذلك المصطلح الذي رسمته اسرائيل لسياستها الخارجية في بعض الدول التي لم تنجح معها سياسة التهديد والوعيد في الهجوم العسكري والمحاصرة التي تقوم بتنفيذها نيابة عنها أمريكا وكانت تلك أوهام مدعي لاهاي بالاعتماد على الفوضى التي كانت ستزيح البشير ومن خلالها تظهر شخصيات جديدة لنج !!
سنأكل أوراق الشجر، وسنجوع حتى نمتلك قنبلة نووية .. هكذا هتف ذو الفقار على بوتو عام 5691، وكانت باكستان خارجة لتوها من هزيمة مروعة في حربها مع الهند، ولم تخسر الحرب فقط بل خسرت اقليم جامو كشمير للأبد، ثم خسر بوتو رأسه على أيدي العسكر (ضياء الحق).. لكن القنبلة حتماً تحققت على أيدي نواز شريف رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطياً والمفارقة بين ذو الفقار علي بوتو ونواز شريف لا تكمن فقط في أنهما منتخبان ديمقراطياً، بل من حض القوة العسكرية هم العسكر الذين انقلبوا علي الديمقراطية سواء أكان محمد ايوب خان وضياء الحق أم بيروز مشرف .
فعندما كان الجنود يجلسون القرفصاء يهتنون الله أكبر .. الله أكبر.. أثناء ما حلق الصاروخ غورى 2 مخترقاً عنان السماء في اللحظة.
نفسها كان أتالي بهارتا فجبابي يتأمل الأوضاع الباكستانية واثر إطلاق صواريخ ثلاث في وقت قريب ويتحلق حوله الصقور من جنرالات الجيش الهندي مطالبين برأس مشرف..
حروب ثلاثة وتبدو الرابعة على الابواب وهي ليست كأي حرب بعد أن امتلكت الدولتان الأسلحة النووية وهي سلاح الردع وليس لخوض غمار الحرب لذلك بدأت التحركات الدولية المجموعة لوقف الحرب.
ونفس السيناريو هنا في السودان عندما نجح انقلاب الانقاذ على الاطاحة بالحكومة المنتخبة ورفعت الدولة شعار: (سنأكل مما نزرع) والجيش خارج لتوه من هزيمة مروعة على يد جون قرنق إبان حكومة الصادق والفرق بين الاثنين أن حكومة بوتو ونواز شريف والصادق المهدي أن الأولى ديمقراطية حقيقية والثانية ديمقراطية (العدم) ثم خسر قرنق رأسه على أيدي العسكر من جنوده، فجاءت الانقاذ! وعندما كان الجنود يجلسون القرفصاء يهتفون الله اكبر كلما ارتفع عدد شهداء المعارك والاحتفال بعرس الشهيد بعد تحقيق انتصارات.. ولكن ثمة فروق جوهرية تميزان إسلام أباد - والخرطوم الأولى كانت تهديدات باكستان الصاخبة فرقعة إعلامية تخفي وراء غبار التكبيرات حرباً غير معلنة لتغطي العمل السري الذي يجري وبكتمان شديد وهو ذو نشاط سري لإنتاج (القنبلة النووية) التي فاجأت بها الكون كله؟
والثانية كانت فرقعة لمعركة غير قائمة (امريكا روسيا دنا عذابها) ولا تخفي وراءها شيئاً ثم لم تحصد غير الهشيم ! فلم تحقق شعارها الأثير نأكل من ما نزرع، ولاحصدت السلام حتى؟؟
باكستان طبقت الحديث (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) وطبقته بنجاح.
والضعف لم يكن في الجانب الحكومي فقط كلا إنما في المعارضة الضعيفة، وهي التي دفعت الحكومة دفعاً للاستعانة بكل الغاضبين على واشنطن من الاصوليين والايكالبين والارهابيين ومن القاعدة من كل لون وجنس أيام المد الثوري في بداية الانقلاب بفتح الباب على مصراعية، فالديمقراطية كانت على الدوام غائبة عن أوراق المعارضة وظلت جهودها مبعثرة وضعيفة فهي التي عطلت عجلة السلام بعد نيفاشا.. وأغلب مواقفها تصب في خانة اعداء الوطن في تميل الى تأمين مصالحها الذاتية أي ما تحققه هي من مكاسب هو يعد في الحقيقة خسارج للوطن. إنها دبلوماسية قصيرة النظر لا تنظر إلا حيث يوجد خصوم الحكومة وكلهم متربصين بالسودان من قوي الاستكبار العالمي.
فإذا أخذنا تفجير أنبوب النفط الذي كان في مصلحة امريكا لانها تنظر الى نجاح الصين في مجال الطاقة وتصديرها منافساً قوياً لها.. حيث استطاعت شركات النفط والغاز الصينية على مدى سنوات من تأمين عقود مع أنظمة منها السودان الذي تعتبره واشنطن منبود من الغرب ومطاطع بسبب المذابح التي يرتكبها ضد القرويين في دارفور على حد زعمهم الباطل..
رغم أن الحرب من صنعهم.. فلو كان عندها معارضة رشيدة ووطنية لكانت اعتبرت النفط ثروة قومية وخط أحمر يجب الحفاظ عليها لأنها ملك الشعب.. فإذا استعرضنا التفسير العملي لمشاركة المعارضة الاتحادي الديمقراطي والأمة القومي في اتفاقية السلام نجدهم أقوالهم متضاربة وتصريحاتهم متناقضة منذ مبادرة الشريف زين العابدين رحمه الله الأول حزب مولانا في آخر ما سمعناه أن تسعين بالمائة من المحاورة مع النظام اكتملت !! وبالنسبة للثاني ثمانين بالمائة بإضافة شرطين هكذا قال المهدي : الأول حل البرلمان وإجراءات لانتخابات جديدة ؟! وبذلك نسف السلطة وحكومتها وبرلمانها وشرعيتها ؟! فقد كان المهدي قال عقب الافطار الذي أقامه بداره في أم درمان آنذاك (نحن نريد مشاركة حقيقية في حكومة قومية ونكون أصلاء نشارك مشاركة في الجلد والرأس والمطايب) يعني للانقاذ التراب ويغيبها الحجر حتى الضلافين لا يريد المهدي أن يتركها لها، بعبارة أخرى أنهم طلاب مناصب لا أكثر !!.
إنها قسمة ضيزي وحتى هذه القسمة الضيزي رأها الترابي آنذاك خيانة من الصادق المهدي ومشاركة في الانقاذ، فقد انسحب المؤتمر الشعبي بقيادة كمال عمر د. بشير آدم رحمة عقب الافطار مباشرة دون انتظار البرنامج المصاحب للافطار وخطاب الصادق المهدي بعد أن شاركا مطايب الافطار الدسم الذي عده المهدي، ورفضا مشاركته في السلطة الانقاذية حتى لو كان المهدي الجلد والرأس وأين نصيب أبو هاشم ونقد واحزاب الفكة المتوالية والمعارضة مع البشير ؟ إذا كان الصادق استأثر بنصيب الأسد ؟ ورأيتني بين العجوزين الكهلين الصادق والترابي كأني بين نارين ولم أكن مجدداً على مذهب ابليس الذي رد على الله سبحانه وتعالى والملائكة وظن بحمقه أن قوة المنطق تغيّر ما لا يتغير !!
قال المتحدث : تبين أن قوة المنطق في الانصاري رأت في الحزب الأصل أثر التعب إذ وقع اختلال جديد حتى فرغ من هذه الفلسفة المهدوية وهي عن الفلسفة التي وصفتها مجلة ميدل أيست انترناشونال بأنها جنائزية وأن المهدي عجز عن تقديم اجابات مباشرة وواضحة للأسئلة التي طرحت من البنتاجون ووزارة الخارجية بعد خطاب ابوهاشم سلم تسلم وطرحتها بالحسابات الامريكية.. ولكن المهدي لايزال يحلم بأحلام اليقظة عن ظله الذي فقدة في الثلاثين من يوينو عام 9891م وعن دوره في السودان وهول له خياله أن الانقاذ التي استعصت على الدول الكبرى من الممكن أن تسلمه السلطة ملفوفة على ورق سلوفان ؟! رغم أن نقد رحمه الله عقب إثر خيبة أمله من لقاء المعارضة في أبي جنزير الذي غابت عنه قال : (السودان تاني ما حا ينحكم بالاتحادي والأمة ).
وفي منزل أستاذه العجوز بعد سنوات طويلة من مغاراته مقاعد الدراسة بعد أن حققوا نجاحات ونالوا أرفع المناصب مثلما نال سيد صادق الرئاسة مرتين - وبعد عبارات التحية والمجاملة راح كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر.. استمع لهم الأستاذ في الغياب للحظات قليلة عاد بعدها يحمل ابريقاً كبيراً من القهوة ومجموعة من الخزف وأكواب موضوعة من زجاج عادي وأكواب من البلاستيك والكرستال جميلة ذات تصميم ذي حزوز أو كما قال عنترة في معلقته:
ولقد شربت من المدامة بعدما
ركد الهواجر بالمشوف المعلم
بزجاجة صفراء ذات أسرَّة
قرنت بأزهر في الشمال مفدَّم
وأسرة بكسر الراء المشددة معناها ذات حزوز وبالتالي كانت باهظة الثمن، بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي نجده في أفقر البلاد أو عند ستات الشاي.
قال الأستاذ لطلابه: تفضلوا وليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة وعند ما بات كل واحد من الخريجين ممسكاً بكوب في يده تكلم الأستاذ مجدداً هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم ؟ إنه من الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم الى ما هو أفضل وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر إنما كنتم بحاجة اليه فعلاً هو القهوة وليس الكوب ولكنكم تهافتم علي الاكواب الجميلة الثمنية ونسيتم القهوة إنها آفة أغلبنا يعاني منها، فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ماهو فيه مهما بلغ من النجاح لأنه يراقب دائماًَ حظوظ نفسه وينسى الوطن.
ودكتور الترابي هو الذي مهد لدخول اسامة بن لادن الى السودان.
وكنت قرأت في صحيفة (التيار) في عمود حديث المدينة للزميل عثمان ميرغني يقول تحت عنوان (من سرق أموال أسامة بن لادن) إتهم فيه البشير ؟!.
وقد عقبت عليه أن عرَّاب النظام عام 4991م ليس هو البشير إنما هو شيخ حسن ، وقال حديث المدينة إن بن لادن خرج غاضباً وتوجه الى افغانستان وترك لنا الجمل بما حمل وراءه في الخرطوم ؟!
وغابت عنه الحقيقة أن بن لادن لم يترك لنا الا الفتات الذي تبرعت به اريحيته وكرمه الأصيل ممثلاً في شركة الإنشاءات الطرق والتي لا تخصه انما تخص والده ، هي رقم ضيئل في ارقام ثروة (بن لادن)، وقد كان وضع حجر الأساس لفندق الواحة وتركه كالظل الوقف وما زاد ؟!
وظل الفندق بعد رحيله كأنه حجر في الارض أو وتد الى أن سخّر الله له الرجال الرأسماليين من السودانيين فشدت من أركانه فوقف البناء شامخاً منيفاً تقصر العقبان دونه تحت يافطة (دوحة مول).
وقد شيدت شركة بن لادن للإنشاءات والطرق وهي تخص كما قلنا (والده وعائلته) طريق الخرطوم - عطبرة - بورتسودان.
لم تكن السعودية سعيدة من بن لادن فسحبت منه الجنسية عام 4991م وفي نفس العام حدثت محاولة الاغتيال الاولى في مسجد الثورة الحارة الاولى، ثم امتدت الى منزله بضاحية الرياض الخرطوم، فامتدت تقارير الاستخبارات المزيفة ترسم شكوكاً عميقة حول علاقته بالسودان.
وفي اغسطس عام 6991م بعث الترابي خطاباً للرئيس كلينتون غرضه التصحيح للأخبار والتحذير من آثار الاستخبارات المزيفة التي حدثت عن سوء التفاهم على خلفية إقامة بن لادن في الخرطوم.
ونتيجة لتلك الضغوط غادر بن لادن بمحض اختياره السودان الى كهون (قورا بورا)، وقد أثرت بالطبع تلك التقارير على موقف السعودية لاصطناع المشكلة وفي وجود (بن لادن) في الخرطوم ليصبح تواجده عقدة في علاقات (واشنطن - الخرطوم). وفي نفس العام أوفدت الحكومة الانقاذية اللواء الفاتح عروة ليعالج وجود بن لادن في السودان مع غيره من القضايا غير أن السعودية من جانبها أوضحت عدم استعدادها استقبال مواطنها بن لادن، وبذل (سامي بيرغر) وهو يهودي امريكي جهوداً مضنية في هذا المضمار للضغط على السودان لابعاد بن لادن من الخرطوم.. عندها شعر بن لادن أن وجوده في السودان يسبب حرجاً للسودان من ناحية علاقته بالامريكان أو علاقته بالسعودية فكان قراره من بمحض اختياره لمغادرة السودان في مايو 6991 بعد أن ظل خمسة أعوام يقتصر على التجارة والاستثمار ولم تفطن الحكومة طبعاً لابعاد المؤامرة التي تخطط لها واشنطن من بينها غزو افغانستان واتخاذ بن لادن كبش المحرقة وحسناً فعل بخروجه والا لكانت صواريخ كروز انهالت على الخرطوم بدلاً من كابول ؟!
ومثلاً فإن الحلفاء الامريكيين والاوربيين نجحوا في أن يجعلوا حربين عالميتين تظهران وكأنهما تضحيات من أجل الديمقراطية فإنهم جعلوا من غزو العراق وافغانستان كذلك تظهران من أجل الديمقراطية !!.
ومهما كان الحق ومهما كان الحق أو الإدعاء، فإن كل القوى حاولت دائماً أن توفق أو تلفق ساحة لابد من تغطيتها وسترها بين السياسة والاخلاق وحتى لا يبدو العالم مزيجاً بين الغابة والسوق والسلخانة.
ومع ذلك فإن كل أساليب التقديم أو التمويه التي جربتها الدبلوماسية الدولية قطعت شوطاً بعيداً وفي بعض الاحيان تفوقت في التقديم أو التمويه.
وعلى نحو مماثل الى حد ما تستطيع السياسة الآن آن تستغنى عن الاخلاق بالكامل بمثل ما تستطيع رغبات السيطرة على الفضاء أن تستغنى عن المشي على سطح القمر !!
وعندنا نموذجان أو قصتان، الأول لأسامة بن لادن التي سردتها باختصار .. والثانية قصة الارهابي الشهير كارلوس الذي كان مصيره بعد سنوات حافلة بعواصف الدم والنار.. موضع صفقة بين فرنسا والسودان، فقد ظهر كارلوس سراً في السودان ثم جرى تسليمة في مطار الخرطوم علانية الى قوة أمن فرنسية نقلته الى باريس، وقد أصبح أمره في الأسر شاغل الإعلام الدولي أكثر مما كان شأنه عندما أعطى نفسه حرية طلقة الرصاص.
وفي الإعلام الدولي كلام كثير عن أصل كارلوس منذ مولده في فنزويلا وعن مغامراته، وقد جرى كثير منها في أوروبا وعن اصدقائه، وقد كان كثير منهم في الشرق الاوسط، وعن عملياته وقد طالت ناساً من كل الجنسيات والأعمار والأسباب.
لقد كانت هناك محاولات لتعقب رحلته منذ أوقف نشاطه في الثمانينيات حتى جرى القبض عليه في التسعينيات، كذلك كان هناك كلام كثير عن دول كانت لها علاقات به في الشرق الاوسط وفي خارجه.. لكن أحداً لم يتوقف عند نقطة بالذات وهي: ما الذي جاء به الى السودان ومن أين جاء؟!.
لم يتوقف أحد لأنه كان هناك تفصيل حاول كثيرون التغطية عليه.
بداية القصة أو بداية الفصل الأخير منها أن كارلوس استقر لسنوات طويلة من سنوات الغيبة في سوريا، وكان ذلك بعلم السلطان السورية التي فتحت بابها له مجاملة لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية التي كان كارلوس على علاقة بها وعاملاً نشيطاً معها في السبعينيات، وأعطى كارلوس للسلطات السورية تأكيدات بأنه قرر الاعتزال، وبالفعل فقد قبع هادئاً في ظلال دمشق.
ومرت ظروف وتعاقبت حوادث منها قيام العراق بغزو الكويت ثم هبت (عاصفة الصحراء) وكانت سوريا شأنها شأن مصر جزءاً مهماً في البناء التحتي تجري فوقه عاصفة الصحراء، ذلك أن المملكة العربية السعودية كانت تريد غطاءً عربياً إسلامياً للقوات الامريكية والقوات المتحالفة حتى تستطيع حشد قواتها في شبه الجزيرة العربية يهدف تدمير العراق وتحرير الكويت.
وكان من أهداف الرئيس بوش الأب في ذلك الوقت أن عاصفة الصحراء يجب أن تعقبها تصفية لبراكين الغضب المحبوس في الشرق الأوسط وبالتالي فإن ذلك لابد أن يبدأ بجهد شامل مركز لحل الأزمة المزمنة فيه عن طريق مفاوضات مباشرة بين العرب واسرائيل، وكان مؤتمر مدريد في نوفمبر 1991م هو بدايتها المسرحية.
وكانت الولايات المتحدة تريد دفع سوريا على طريق مدريد بدون عقبات وقد شاءت أن تكون بداية ذلك الضرورية من وجهة نظرها تهيئة سوريا وتنظيفها من الارهاب أو تهمته بأن تقنع الحكومة السورية بإخراج عدد من الارهابيين الذين قبعوا في دمشق وكانوا مثل آخرين في سكون في انتظار انتهاء ما بدأ لهم في جانب منه حرباً أهلية عربية.
كان كارلوس في دمشق وكانت واشنطن تعلم وكانت واشنطن تريد أن يخرج كارلوس من دمشق فخروجه أهم خطوة لتهيئة دمشق، ولم تكن دمشق قادرة لا على طرده ولا على اقناع طرف آخر بأن يتولى ايواءه وكان أن أخذت حكومة الولايات المتحدة على نفسها مهمة أن تجد بلداً ثانياً لكارلوس بحيث يرضى هذا البلد به، كما يرضى الإرهابي الشهير بهذا البلد في الوقت نفسه وجرت محاولات انتهت في عدن.
إن القيادة السابقة لليمن الجنوبي فوجئت بمبعوث امريكي خاص يطلب أن تسمح اليمن الديمقراطية بأن يذهب كارلوس إليها ذلك لأنه من المهم جداً ايجاد مأوى له حتى يمكن تنظيف سمعة سوريا بحيث تشترك في مؤتمر مدريد دون خوف من أي عملية تشهير أو ابتزاز يستعملها طرف من الاطراف ضدها.
وحين أبدى الرئيس اليمن دهشته من هذا الطلب الامريكي كان الرد عليه.
نواصل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.