[email protected] تعريف المنطقتين هما جنوب كردفان والنيل الازرق هكذا جمعت بينهما اتفاقية وبرتوكول تم التوقيع عليه بين حكومة السودان والحركة الشعبية وقتذاك عام 2005 سمي برتوكول المنطقتين ، علي هذا الاساس أصبح الارتباط بين الولايتين وثيق حتي بعد ان قُضي اجل البرتوكول وذهب كل طرف من اطرافه لحاله ، الحركة الشعبية تمردت في جنوب كردفان والنيل الازرق ، والدولة لم تتواني في الرد علي التمرد بالمثل وهذا ما وصل اليه الحال حتي يومنا هذا . اصدر مجلس الامن الدولي القرار 2046 وطالب الحكومة السوداني بضرورة الجلوس مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وبدأت مفاوضات جادة بعد انهياراتفاقية (نافع عقار) التي لم تدخل حيز التنفيذ ، وتم تشكيل وفد برئاسة كمال عبيد مدير جامعة افريقيا العالمية ، وشارك في الوفد قيادات من أبناء جنوب كردفان ، والعبارة الاكثر استخداماً وشيوعاً ( سُمي وفد التفوض ) ، كيف تتم تسمية الوفد المفاوض ؟ وعلي أي اساس ؟ وما هي الجهة التي تقوم بتسمية وفد التفاوض كي يتفاوض باسم الدولة السودانية ؟ . علي خلفية برتوكول نيفاشا الذي ترأس وفد التفاوض فيه من جانب حكومة السودان علي عثمان طه ، النائب الاول لرئيس الجمهورية ، وشارك في عمليات التفاوض آخرون من الدولة السودانية ، وجرت المفاوضات بين طرفي الصراع وبواسطة مجموعة الايقاد وأصدقاء الايقاد ، حتي وصل الطرفان الي اتفاقية سميت باتفاقية السلام الشامل . تُشكّل وفود التفاوض وفقاً لمرجعية سياسية معينة مما يجعلها عُرضة لمواجهة الانتقادات من بعض الجهات والمؤسسات ، لهذا السبب اصبحت قضية التفاوض اكثر تعقيداً من اي وقت مضي ، وهناك مساران للقضية ، مسار يخص الدولة ومسار اخر يخص الحزب ، وتشكيل وفد التفاوض تطغي عليه الوجهة الحزبية اكثر من الصفة الرسمية في المرات السابقات ، وهذا هو الخطا بعينه ، لماذا لا يصدر رئيس الجمهورية قراراً بتشكيل لجنة حكومية للتفاوض مع الحركات المسلحة كافة وقطاع الشمال واي قطاع اخر وحل المشكلة السودانية ؟. ان رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورأسها ، وهو ليس رئيس لهذا الحزب او ذاك حسب دستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة 2005 ، ان الخلط الذي يحدث كبير ومخيف بين ما هو حزبي وبين ما هو يخص الدولة السودانية ، تشكيل وفد لمفاوضة الحركات المسلحة تترتب عليه بعض الالتزامات التي تخص الدولة وهو واجب التنفيذ ، علماً ان معظم مطالب هذه الحركات المسلحة يتعلق بقسمة الثروة والسلطة والذي يمتلك قدرة تنفيذ اي اتفاق هو سلطان الدولة ، وتبدأ عمليات اعتماده من مجلس الوزراء حيت يتم صياغة مشروع اوقانون يتم ايداعه لمنضضة المجلس الوطني ليقوم المجلس الوطني بتحويله الي مشروع قانون يضمن الي قوانين هذه الدولة . آما ان يُعين كمال عبيد وهو مدير لجامعة سودانية ليتفاوض نيابة عن الدولة السودانية هو الخطأ بعينه ، ولم يُعين الا لانه ينتمي للمؤتمر الوطني ، فهل تملك جامعة سودانية القرار والمكنة اللازمة للتحاور والاتفاق وضمان تنفيذ الاتفاق. ان خطأ التفاوض سيدي الرئيس هو الازدواجية بين ما هو حزبي وبين ما هو شأن يخص الدولة السودانية بمؤسساتها الموجودة حالياً حتي لو كانت جميعها تتبع للمؤتمر الوطني وكل اعضاء الحكومة من جماعة المؤتمر الوطني ، وهذا لا يضير العملية التفاوضية بل يعززها ويطفي عليها شرعية . ان قضية جنوب كردفان والنيل الازرق يجب حلهما عبر مائدة التفاوض ، ان الحرب لن تضع اوزارها مهما فعلنا فلن تنهتي الحرب الا عبر طاولة التفاوض ، كل الحروب انتهت علي طاولة تفاوض بالرغم من تجهيزات الحرب . سيدي الرئيس تكلفة الحرب وفاتورتها اغلي ثمناً ، من دفع استحقاقات السلام التي لا تتجاوز الوظيفة والمال ، جنوب كردفان والنيل الازرق بهما من الموارد المعدنية الثمينة التي تمول الدولة السودانية وتفيض ، اصدر قرارك وتوكل علي الله ، اجعلها لجنة حكومية مختصة من مجلس الوزراء والمجلس الوطني لتحاور من اجل الوصول الي سلام شامل ، اكرمنا اكرمك الله من نعمه.