الاستاذ الراحل عبدالله الحسن المحامي نقيب المحامين الأسبق كان فارس من فرسان العدالة الواقفة، صال وجال لاكثر من نصف قرن في ساحاتها، وشهدت له قاعات المحاكم مشاهد ومواقف وطنية فهو منذ شبابه كانت الوطنية تغلي في صدره في بداية مرحلة الشباب وهو معلماً بمدارس المتمة حينما كان التعليم يومها خير مهنة أخرجت للناس فظل يعمل ردحاً من الزمن، فتخرجت أجيال على يديه، فهو يعتبر أستاذ اجيال بحالها ثم هجر التعليم وهاجر الى مصر الكنانة والتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة الأم فكان من الطلاب السودانيين الاوائل الذين التحقوا بهذه الجامعة ومن المتفوقين والبارزين بين كل الطلاب وحينما اكمل تعليمه الجامعي عاد الى السودان مصحوباً بمهنة المحاماة التى اعطاها شبابه وعمره كله، ظل هذا الفارس مع عمله في مهنة المحاماة والتى هي كذلك خير مهنة اخرجت لأمثال الأستاذ عبدالله الحسن والتى فتحت اذرعها للأستاذ عبدالله الحسن مرحبةً به وكان المهنة لسان حالها يقول انت لها يا ابن الاكرمين وقد كان لها وكانت له فعانقته مهنة المحامين عناقاً استمر لأكثر من نصف قرن خدمة للعدالة وترسيخاً لقواعدها وسار على دربها مع رفيق دربه الأستاذ الراحل عبدالوهاب أبوشكيمة وما ذكر الناس الأستاذ عبدالله الحسن إلا وذكروا الاستاذ عبدالوهاب ابو شكيمة عليهما رحمة الله فالاستاذ عبدالله الحسن مع تعاطيه مهنة المحاماة لم تتركه السياسية التي تعلقت به وتعلق بها عاتقتة السياسة مثلما عانقته مهنة المحاماة ودخل من اوسع ابوابها وهو في عزشبابه كما دخل عالم الصحافة وعانقته الصحافة عناقاً طويلاً كعناق الاستاذ الراحل شيخ الصحفيين يحي محمد عبدالقادر للاستاذعبدالله رجب صاحب امتياز صحيفة (الصراحة) فكان الاستاذ عبدالله الحسن رئيساً لتحرير صحيفة( الطليعة)لسان حال العمال إبان عهد الاستعمار البريطاني ثم بعد نهاية الى مصر تولي رئاسة التحرير الاستاذ محمد الحسن أحمد الذي اسس فيما بعد صحيفة الاضواء اذن الاستاذ عبدالله الحسن اثري الساحة الصحفية بقلمه اللاذع الذي هز به عروش الانظمة الديكتاتورية فقد كان عاشقاً للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ناضل بقلمه في الساحة الصحفية من اجل الحريات والديمقراطية وناضل بلسانه في ساحة القضاء يدافع عن المظلومين ليرد اليهم مظلمتهم كان ناصر للحق ضد الباطل كرّس حياته للمحاماة والصحافة ولخدمة الناس في جميع المجالات ثم كانت له صولات وجولات في الساحة الانسانية وميادين البر والاحسان والجود والكرم فقد كان رحمه الله علماً من اعلام الانسانية وشيد على نفقته الخاصة المساجد والمدارس بشندي والمتمة فهو ابن المتمة البار والكل يذكره باعماله الخيرية التى قام بها ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالي فلقد حدثني أحد الاساتذة بالمتمة قبل ايام خلت بقوله إن كلية القانون بالمتمة تعتزم تشييد قاعة كبري بالكلية ستحمل اسم ورسم الاستاذ عبدالله الحسن ورغم أن الفكرة جاءت متأخرة جداً الا أن الراحل الاستاذ عبدالله الحسن يستحق اكثر من ذلك فهو الذي تتلمذ على ايادي الاستاذ الكبير ابوالدساتير وابوالقوانين عبدالرازق السنهوري في مصر تتلمذ على اياديه الكريمة فالاستاذ السنهوري يعتبر شيخ الدساتير والقوانين في العالم العربي كله اذ أنه استعانت به الكثير من الدول العربية والخليجية والاسلامية فوضع لها الدساتير والقوانين التى تعمل بها هذه الدول حتى يومنا هذا ويوم ان توفي السنهوري عام 1791م خرجت مصر عن بكرة ابيها تودع ابوالعدالة الي مثواه الأخير فالاستاذ عبدالله الحسن كان أحد تلاميذ السنهوري باشا الذي شغل منصب رئيس القضاء في مصر فقي مصر رئيس القضاء يشار اليه بالمستشار بدلاًمن عبارة رئيس القضاء حتى يومنا هذا ان تشييد قاعة بكلية القانون بالمتمة تحمل اسم الاستاذ عبدالله الحسن عاشق الديمقراطية والحرية هي فكرة رائعة رغم تأخرها كثيراً فالاستاذ عبدالله الحسن يجب أن تشيّد له جامعة تحمل اسمه وليست قاعة فقط بل جامعة بحالها تحمل اسمه ورسمه تكريماً وتخليداً لذكراه العطرة