شهدت قاعة الصداقة بالخرطوم يوم امس السبت 8 مارس حفل تأبين الدكتور محمد يوسف أبوحريرة في ذكري رحيله الأولي و قد أمّ الحفل جمع غفير يتقدمه رموز و قيادات وجماهير البطاحين الذين ينتمي إليهم الفقيد. تحدث في الحفل ممثلون للجنة القومية لتأبين الفقيد و ممثلون لجامعة الخرطوم و آخرون عاصروا الفقيد في العمل العام و في ميادين السياسة إبان الديمقراطية الثالثة "1985- 1989" فقد كان الدكتور نائبا في برلمانها عن الحزب الاتحادي الديمقراطي في الدائرة 38 – شرق النيل والسليت. و قد عدّد المتحدثون مآثر الفقيد و مناقبه و ما عرف به من كرم و مروءة و اعتداد بالرأي و عدم التنازل والمساومة في القضايا الوطنية . نال الفقيد درجة الدكتوراة في القوانين عام 1984في جامعة وارك بإنجلترا و موضوعها التهج الهوليستي لفحص و تحليل الأدلة في النظام القضائي الأنجلوأمريكي . مثلت جامعة الخرطوم نقطة ارتكاز ومرجعية علميةو عملية لكسبه السياسي والفكري فقد انخرط عقب عودته من الخارج في نشاط نقابة الأساتذة و ساهم مع زملائه في قوي الانتفاضة التي لعبت دورا كبيرا في الإطاحة بنظام نميري. لمع نجم الفقيد بعد توليه حقيبة وزارة التجارة 1987 فقد منحها بريقا و جعلها منارة من منارات الاستقامة والعدل و تساوي الفرص بين المواطنين وناضل باستماتة لأن تظل الوزارة ساحة للمصلحة العامة بعيدا عن المحاصصة و المحاباة واتبع ذلك بالقضاء علي الظواهر السلبية التي ارتبطت تاريخيا بهذه الوزارة ووقف شامخا في سبيل هذه المعاني ضد قيادة حزبه و حلفائه. اكتسب الفقيد خبرات متنوعة ومتراكمة إبان عمله خارج السودان في عدد من الدول الأفريقية والعربية وجلها خبرات في المعارف القانونية والاستشارات الفنية في الاقتصاد و تنمية الموارد البشرية والتخطيط والتجارة الدولية والتدريب و كان في كل المناصب التي عمل بها في الخارج رمزا سودانيا مشرّفا . زاول مهنة المحاماة و برع فيها و شهدت له ساحاتها بقوة الحجة و نصاعة البيان والأسلوب في المرافعات القانونية معززة بالأسانيد والمرفقات الضرورية والأدلة الدامغة . كان ابرز ما شهده حفل التأبين فيلما وثائقيا لرحلة الفقيد في الحياة تضمّن الإشارة إلي أنه كان شاعرا لا يشق له غبار حيث نظم قصيدة في رثاء ناظر البطاحين محمد صديق طلحة و قد قام بمراجعة القصيدة البرفيسور عبدالله الطيب رحمه الله.