كل عام وانتم بالف خير والسودان الحبيب بالف خير وامان اعتدت في كل عيد أن احاول زرع ابتسامة ما على جروف حياتنا علها تكون بلسماً لجرح ما او زيادة للسعادة.. أكثر ما ادهشني أن العريس لا يعلم انه سيتزوج في اليوم المحدد الذي كان فيه اهل عروسه يذبحون الذبائح وتنطلق الزغاريد من غرفهم وبيتهم ويتوافد الناس اشتاتاً ليأكلوا م لذ وطاب ثم وفي الغروب يسير موكب العروس واهلها الى قرية قريبة حيث يقيم العريس ليكملوا مراسم الزواج ولكنهم عندما وصلوا لم يجدوا أي مظهر من مظاهر الفرح في بيت اهل العريس .. بل ولم يكن هناك احد الا أهل البيت فقط الذين اخرجوا سرائرهم كعادتهم في الحوش استعداداً للنوم !تحير اهل العروس كثيراً ووقفوا على بعد يتطلعون الى البيت الصامت وهم الذين كانوا يتوقعون انواراً وضجيجاً وزينة واناس كثر فهذه قرية وجميع أهل القرية يتشاركون الافراح بعفوية وشغف .. فماذا حدث ؟ثم أين العريس ؟والد العروس والذى هو قريب للعريس أيضاً .. تساءل فى حيرة ..ثم ذهب لأقرب بيت يطرق الباب ليسأل عن العريس ..فلم يجد اجابة شافية ..ارسل احدهم ليبحث عنه .. وعاد الى جوار أسرته والعروس قد سالت دموعها واختلط الكحل في عينيها بالبودرة على وجهها فشكل منظراً عجيباً .. فانتهرتها امها ..قائلة :بتبكي مالك ؟انتي ماكلمتي العريس اننا جايين الليلة ؟فهزت العروس رأسها بالايجاب ؟اذن ماذا حدث ؟وأين هو ؟وبعد انتظار دام ساعة وقد بدأ أهل القرية يتجمعون حولهم ويتساءلون عن سبب وقوفهم ..بل ان البعض دعاهم لمنزله ..فرفضوا ..ثم ظهر العريس يرتدي جلبابا (مكمشاً) من اثر النوم وعينيه محمرتان وهو يسير فى تكاسل متجهاً اليهم وهم يراقبونه في غضب ..اجاب على سؤال والد العروس الغاضب بأنه مريض وانه كان نائما في منزل خاله البعيد ثم تساءل في غباء :هو العرس الليلة ؟ في احدى القرى الاسبانية القديمة تعالت اهازيج الفرح وخرجت زفة العروس بزينتها وخيولها وطبولها ثم تحرك الركب السعيد الى القرية البعيدة حيث يسكن العريس والذي لم ير عروسه من قبل ولم يره اهلها.. ولكن وفقاً للتقاليد السائدة في ذلك الوقت اتفق والد العروسين على تزويجهما لتوثيق الصلات التجارية التي تربطهما ولا يحضر أي منهما مراسم الزواج ..سار الموكب طويلاً ثم توقف عند قرية يشبه اسمها اسم القرية التي يسكنها العريس والذي تصادف انه عمدة البلدة .. ودلهم الناس على منزل العمدة الذي خرج اليهم تعلو وجهه الدهشة والحيرة ..وفاجأته الزغاريد والاغاني التي انطلقت من الحناجر السعيدة المنهكة من طول المسافة والتي تتوق للراحة.. عرف ان هناك عروس في الموكب تنتظر قدوم عريسها.. تنحنح العمدة ثم رفع صوته بالترحيب بهم وامر ان تذبح الذبائح لان عروسه قد حضرت ! ونزل الجميع يغمرهم الفرح بانتهاء المهمة ..بسلام بالطبع لم يكن هو العريس المقصود الا انه وجد موكباً للعرس يطرق بابه فلم يرده وعقد قرانه على العروس بينما العريس الحقيقى ينتظر قدوم عروسه في القرية المجاورة ! وعودة لحديث عيد الاضحية هناك حكايات لطيفة عن البخلاء والاعياد ..احد البخلاء يحكي لرجل ما قابله قرب منزله ..وبعد تبادل الاحاديث حول الاضحية سأله الرجل :بكم اشتريت الخروف ؟فنظر اليه البخيل نظرة منكرة وهو يقفز من مكانه صارخا :اشتريت ؟ أمجنون انت ؟أنا اشترى خروفاً ؟وارتجف لمجرد انه كرر الحديث عن الشراء ثم جلس لاهثاً..وهو يحدج الرجل بنظرة مخيفة ارتج لها قلبه فاعتذر بصوت مرتجف.. وبعد قليل واصل البخيل حكايته : من عادتنا كل عام وبعد ان نرى مواكب الرعاة تمر واصوات الخراف الرائعة ترتفع بكمن انا واولادي في جانب الطريق ثم نصيح فجأة ونخرج ملوحين بالثياب في وسط الخراف فتنتشر هاربة الى كل مكان ويبدأ الرعاة في الركض لتجميعها فيصعب الامر عليهم لكثرتها فنتطوع انا وابنائي للمساعدة على شرط ان يعطونا خروفا منها فيوافقون ..وهكذا نحصل على الخروف للاضحية دون ان ندفع قرشاً واحداً ..)سأله الرجل الذي كان يستمع اليه فى اهتمام :وبعد ذلك تذبحون الخروف وتاكلون اللحم ..و ) فقاطعه الرجل صارخاً :اللحم ؟!لم يحن اوانه يا هذا ..نحن نقسم الخروف الى عدة اجزاء ونستفيد من كل جزء فيه .. بنبدأ بالعظام نسلقها ونشرب مرقها لعدة ايام ثم نطحنها ونعطيها للدجاج والجلد نصنع منه ملابس وسيور نربط بها الاسرة وغيرها واقدام الخروف نصنع منها الغراء .. والدهن نحتفظ به للاكل واشد ما ارقني هو : كيف نستفيد من دم الخروف ؟وبعد تفكير طويل جاءنى الحل .. من امرأتي أنها تستطيع أن تدهن به الاواني الجديدة لقفل المسام فيها ! سأله الرجل واللحم ؟حدجه بنظرة صاعقة ..وهنا جاء ابن البخيل راكضاً صائحاً في لوعة ..:يا أبي لقد احترقت الغرفة التي نخزن فيها اللحم ..