أكد المشاركون في ندوة الأبعاد الاستراتيجية والإقليمية لوحدة السودان التي عقدت بالقاهرة، أن فرص الوحدة ما زالت كبيرة وأن ما تبقى من وقت يجب أن يصب في مصلحة تحقيق ذلك الهدف بصورة طوعية وسلمية. وأشار المتحدثون في الندوة التي نظمتها الهيئة الشعبية لدعم الوحدة السودانية بالقاهرة بالتنسيق مع اتحاد الطلاب السودانيين إلى أن الأصوات التي تنادي بالانفصال "أصبحت معزولة شعبياً على الرغم من محاولاتها المستميتة كي تظهر للعالم أنها تمثل أبناء الجنوب، وهو ما أدى إلى حالة التشنج التي أصابت بعض القيادات الجنوبية". وشارك في الندوة التي نظمها كلٌّ من الهيئة الشعبية القومية لدعم الاستفتاء والوحدة بالقاهرة واتحاد الطلاب السودانيين، كوكبة من القيادات الجنوبية التي حرصت على التأكيد على ضرورة تبصير المواطنين الجنوبيين بمخاطر الانفصال وعواقبه والتشديد على أن خيار الوحدة هو الخيار الأمثل لمواجهة التحديات المحيطة بالسودان. مسؤولية الشريكين وحمَّلت د. تابيتا بطرس القيادية في الحركة الشعبية وزيرة الصحة السابقة شريكي الحكم "المؤتمر الوطني والحركة الشعبية" مسؤولية ما آلت إليه الأمور في السودان من دعوات للانفصال، وأشارت إلى أن الجانبين أضاعا الفترة الانتقالية في خلافات حول تولي بعض الحقائب الوزارية وتركا العمل من أجل الوحدة. وأعربت تابيتا عن أملها بأن يسفر الاستفتاء عن وحدة السودان، وأبدت تفاؤلاً بمستقبل السودان التي أكدت أنه سيكون سوداناً جديداً بعد الاستفتاء بغض النظر عن نتيجته. من جهته، حذر القيادي الجنوبي بالمؤتمر الوطني مايكل روت، ما أسماه بالتناحر القبلي في الجنوب في حال جاءت نتيجة الاستفتاء باتجاه الانفصال، وشدد على أن القبائل الجنوبية سوف تتناحر فيما بينها، وستشهد الفترة الأولى من حياة دولة الجنوب صراعاً بين القبائل حول الزعامة والسلطة والثروة. ورأى روت أن الأصوات الداعية للانفصال "ليس لها شرعية في الشارع السوداني وتفتقد المصداقية لأنها تبحث عن مجد شخصي من خلال الاستقواء بالخارج"، مشيراً إلى أن أبناء الجنوب "لا يعترفون بهذه القيادات وسوف ينحازون إلى التصويت لصالح الوحدة". انتقادات للإعلام وفي مداخلته أمام الندوة، انتقد أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة د. إبراهيم نصر الدين، الإعلام العربي لتصويره المشهد في السودان على أنه استفتاء على انفصال الجنوب وليس استفتاءً على تقرير مصيره. وقال إن من يراهن على قيام دولة جنوبية وأخرى شمالية تعيشان جنباً إلى جنب في سلام فإنه واهم، وأكد أن المطلوب أميركياً وإسرائيلياً هو تدمير السودان كما تم تدمير الصومال وإخراج جيبوتي من الحظيرة العربية من خلال القواعد العسكرية الأميركية والفرنسية وإشغال اليمن بالحرب ضد القاعدة والحوثيين. وأوضح أن المشكلة هي أن كلاً من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قد راهن على أنه سيلوي عنق الآخر ويدفعه باتجاه تبني أجندته، وقد فشل الجانبان، فلا المؤتمر الوطني تبنى النهج العلماني ولا الحركة الشعبية تبنت النهج الإسلامي، وعندما عجز كلٌّ منهما على أن يفرض منطقه، جاء الطلاق البائن بينهما والذي سيوثق في يناير/كانون الثاني 2011.