قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الوضع في السودان هو أحد المسائل التي تثير أكبر قلق لديهم "هذه واحدة من أعلى أولوياتنا"، وأشار إلى أن إدارته تستعمل نطاقاً من الوسائل الدبلوماسية لضمان إجراء استفتاء سلمي. وقال أوباما أثناء لقاء يوم الخميس مع ناخبين أميركيين شبان: "هذه قضية ضخمة نوليها الكثير من الاهتمام" وحث مستمعيه الشبان على ممارسة ضغط على أعضاء الكونجرس للاهتمام بالسودان. وشدد أوباما على ضرورة منع وقوع حرب جديدة في السودان، قائلاً إن حرباً كهذه سيكون لها آثار سلبية قد تسفر عن مزيد من النشاط الإرهابي الذي قد يوجه إلى الولاياتالمتحدة. وينص اتفاق السلام لعام 2005 الذي أنهى حرباً استمرت عقوداً بين شمال وجنوب السودان على إجراء استفتاءين على استقلال الجنوب وآخر منفصل لتقرير هل تصبح منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها جزءاً من الشمال أو الجنوب. استفتاء أبيي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الولاياتالمتحدة تأمل أن يستطيع الجانبان التغلب على خلافاتهما عند إجراء المناقشات مجدداً. على الصعيد نفسه، أعلنت الولاياتالمتحدة الخميس أنها تريد إجراء الاستفتاء بشأن مستقبل منطقة أبيي في الموعد المحدد له في التاسع من يناير/كانون الثاني القادم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي: "لا نزال نرى أن الطرفين يجب أن يجتمعا وينفذا التزامهما بشأن إجراء استفتاء أبيي في التاسع من يناير/كانون الثاني القادم". وقال كراولي إن الولاياتالمتحدة تأمل أن يستطيع الجانبان التغلب على خلافاتهما عند إجراء المناقشات مجدداً في نهاية الشهر الجاري. وكان مسؤول بارز بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان استبعد في وقت سابق الخميس إجراء الاستفتاء في موعده، وذلك بعد انتهاء أحدث جولة من المحادثات بين حزبه والحركة الشعبية لتحرير السودان دون التوصل إلى حلٍّ بشأن شروط الاستفتاء. قوات دولية في سياق متصل، قال دبلوماسيون في مجلس الأمن إن الأممالمتحدة قد تنشر قوات حفظ سلام دولية في مناطق ساخنة على الحدود بين شمال السودان وجنوبه قبل الاستفتاء على مصير جنوب البلاد المقرر إجراؤه مطلع العام المقبل. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن طلب عدم الكشف عن هويته للصحافيين إنه يمكن النظر في إنشاء مناطق عازلة في المناطق الساخنة الممتدة بين الشمال والجنوب. وتأتي هذه التصريحات رداً على طلب بهذا الشأن قدمه رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير أثناء زيارة وفد مجلس الأمن للسودان الأسبوع الماضي. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس في أعقاب اطلاعها مجلس الأمن على نتائج زيارة وفد المجلس للسودان، إن المجلس يعقد "مناقشات مبدئية" بشأن المقترح بنشر قوات في الحدود بين الشمال والجنوب. وأضافت: "معظم أعضاء المجلس يتشككون في التصريح على الأقل بمدى جدوى وجود قوات على امتداد الحدود بالكامل،غير أن ثمة مناقشات جادة بشأن نماذج بديلة قد تركز على هذه المناطق الحدودية الأشد ضعفاً أو الأكثر عرضة لمخاطر العنف". وقال أحد مبعوثي المجلس ل"رويترز" إن تصريحات رايس في المجلس تهدف فيما يبدو إلى تعزيز الحجج لقرار محتمل من مجلس الأمن في المستقبل القريب لزيادة قوات حفظ السلام في السودان بصفة مؤقتة.