فضت الشرطة السودانية موكباً سلمياً لمنسوبي حزب الأمة القومي يوم الجمعة، كان في طريقه إلى مسجد الهجرة بحي ودنوباي العريق في أمدرمان، بعد خطاب ألقاه رئيس الكيان الصادق المهدي بدار الحزب أمام رؤساء التنظيم بالولايات. ورفضت الأمانة العامة للحزب، بحسب صحيفة "الرأي العام" السودانية الصادرة اليوم، خيار المهدي القاضي باعتزال العمل السياسي. وقال الأمين العام للحزب الفريق صديق محمد إسماعيل إن الأمانة العامة عقدت اجتماعاً طارئاً أمس على ضوء تلويح زعيم الحزب بخياري اعتزال السياسة أو الانضمام إلى صف المنادين بالإطاحة بالحكومة. وزاد: "اعتبرنا حديث الإمام عن الاعتزال كأنه لم يكن". وقال إسماعيل إن الأمانة قررت إعلان التعبئة العامة والاستمرار في "الجهاد المدني" برفع مستوى التصعيد لمواجهة جماهيرية. الشرطة تتدخل وقال مسؤولون في حزب الأمة المعارض إن السلطات السودانية اعتدت بالهراوات والغاز المسيل للدموع على أعضاء في الحزب، بينما كانوا في طريقهم لإداء صلاة الجمعة بمسجد الهجرة بضاحية ودنوباوي. وقالت المسؤولة في حزب الأمة سارة نقد الله لرويترز، إن الحزب عقد اجتماعاً في مقره وحين غادر الأعضاء إلى المسجد لإداء صلاة الجمعة اعتدت الشرطة عليهم بالهراوات واستخدمت الغاز المسيل للدموع ضدهم، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص. وأوضحت سارة نقد الله وشاهد عيان أن مريم ابنة الصادق المهدي المتحدثة باسم الحزب نقلت إلى المستشفى يوم الجمعة بعدما ضربت على رأسها وذراعها. وحسب بيان أصدرته الشرطة مساء يوم الجمعة فإن مجموعة من منسوبي حزب الأمة القومي تجمهروا أمام دار الحزب بشارع الموردة بأم درمان وأغلقوا الشارع الرئيسي أمام حركة المرور وحملوا لافتات تندد بالحكومة، ولم ينصاعوا لتوجيه الشرطة بفتح الشارع. وأضاف أن المجموعة بادرت بحصب الشرطة بالحجارة وبأمر من وكيل النيابة المختص تدخلت شرطة العمليات لاحتواء الشغب حفاظاً على أمن وسلامة المواطنين، ما نتج عنه إصابة خمسة متظاهرين وإصابة جندي من الشرطة. واتخذت الشرطة إجراءات قانونية بفتح بلاغ في مواجهة أحد المتجمهرين تحت المواد 63/67/69 من القانون الجنائي.