تعهد الرئيس السوداني عمر البشير، بعدم التفريط في التفويض الذي حازه من السودانيين في انتخابات أبريل الماضي، ورفض مطالب المعارضة بتشكيل حكومة قومية حال انفصال الجنوب وتحداها بإزالة النظام، وتمسك بتطبيق الشريعة الإسلامية رغم "الضغوط والابتلاءات". وأبدى البشير في خطاب أمام جماهير في ولاية الجزيرة بمناسبة عيد الشهيد ظهر يوم الثلاثاء، قبوله بتشكيل حكومة ذات جبهة عريضة، وزاد: "لكن حكومة قومية مافي". وتحدى تهديدات المعارضة بإزالة الحكومة حال حدوث انفصال الجنوب، مشبهاً الأمر على المعارضة ب"لحس الكوع". وأوضح أن الإنقاذ حكمت في فترتها الأولى بالشرعية الثورية، لكنها منذ فوز حزبه "المؤتمر الوطني" في الانتخابات الفائتة أصبحت تحكم بشرعية صناديق الاقتراع، وأضاف: "شرعيتنا ليست من تجار السياسة الذين جربهم الشعب السوداني". ونصح الرئيس أحزاب المعارضة بتنظيم صفوفها وقواعدها بدلاً عن المطالبة بتأجيل الانتخابات القادمة، مؤكداً أن مدى حكومته سيكون خمس سنوات وبعدها سيكون ملتزماً بإجراء الانتخابات "وحينها الحشاش يملا شبكتو". ابتلاءات وضغوط وجدد تمسكه بتطبيق الشريعة الإسلامية رغم علو الأصوات الرافضة وتعاظم الضغوط، معتبراً ذلك معالم على صحة الطريق، وقال: "الابتلاءات طريق الأنبياء والرسل"، وأضاف أن الشريعة تمثل عهدهم للشهداء ولا يمكن النكوص عنه. ووعد البشير بالترحيب بجنوب السودان كدولة شقيقة وجارة إذا اختار الجنوبيون الانفصال في استفتاء التاسع من يناير المقبل، وقطع بدعم الشمال لجهود الإعمار والتنمية والاستقرار في الدولة الجديدة، وذكر: "سنقف معهم للبدء من جديد وسنتبادل المنافع والنصائح". وبشر الرئيس المواطنين بإعادة الحياة لمشروع الجزيرة الزراعي وتأهيله عبر تطوير الزراعة والتصنيع الزراعي وتسطيح القنوات بالليزر. وأفاد بأن مزارعي الجزيرة سيتخلون عن الاستدانة لأن خزائنهم ستكون ملأى بالأموال. وقال إن المزارعين سيتخذون السيارات ركوباً بدلاً عن الحمير. ووجه الرئيس وزير الكهرباء بإدخال التيار لمنازل الشهداء بدون دفع الرسوم، بجانب حصر أسر الشهداء للتأكد من توفير كل الخدمات لهم.