قطع الرئيس السوداني عمر البشير بسحب امتيازات المواطنة عن الجنوبيين في الشمال، حال اختيارهم الانفصال في استفتاء تقرير مصير الجنوب يوم الأحد. وكشف أن الخلافات الحدودية بين الجانبين ستبقى كما هي إلى حين التوصل لتسوية بشأنها. وقال البشير في حوار بثته قناة الجزيرة يوم الجمعة، إن حق تقرير المصير أعطي حصرياً للجنوبيين فإذا كانوا يريدون التمتع بحقوق المواطنة فليس عليهم تقسيم السودان لدولتين. وأضاف: "لكن طالما اختاروا الانفصال فلا يوجد منطق يعطيهم ذات الامتيازات في الشمال"، وزاد: "عليهم أن لا يكونوا مهمشين ومواطنين درجة ثانية في دولة الشمال". وأشار الرئيس إلى أن نسبة الجنوبيين في الخدمة العامة والعسكرية تبلغ 20%، وهي وظائف أحق بها الشماليون حال انفصال الجنوب، مضيفا: "لن يقبل الشماليون ذلك"، بيد أن البشير تعهد بحفظ أمن وممتلكات الجنوبيين في الشمال عبر تقنين وجودهم كأجانب. وقطع بتسريح الموظفين الجنوبيين وتسوية حقوقهم وفق قوانين ولوائح الخدمة المدنية. اتحاد الدولتين " البشير يؤكد أن أي إجراءات أحادية من دينكا نقوك ستقود إلى إعلان المسيرية (أبيي) شمالية، وهو أمر يؤدي الى رد الفعل ربما يقود إلى حرب في المنطقة "وأكد البشير أن المطروح بين الشمال والجنوب، حال الانفصال، يتجاوز اتفاقات الدفاع المشترك، إلى اتحاد بين الجزأين لمراعاة المصالح الأهلية والاقتصادية والاجتماعية. وشدد على عدم حوجة الطرفين الشمال والجنوب لأي طرف أجنبي لحسم نزاع أبيي، مؤكداً أن إدارة أبيي ستظل باقية لحين التوصل الى تسوية. وحذر من أي إجراءات أحادية من دينكا نقوك لأن ذلك من شأنه سيقود إلى إعلان المسيرية أبيي شمالية. ولم يستبعد أن يؤدي رد الفعل إلى حرب في المنطقة. وحول ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب أفاد الرئيس بأن اللجان الفنية سترفع الخلافات الحدودية للرئاسة للنظر فيها، وقال: "أذا اتفق مجلس الرئاسة على تجاوز الخلافات فهذا هو المطلوب وإذا لم يحدث ستظل الحدود المختلف حولها كما هي لحين التوصل إلى اتفاق". فتاة الفيديو ودافع البشير عن قضية جلد "فتاة الفيديو"، مؤكداً أنه ليس هناك حرج في جلدة الفتاة، وحول الخطأ في طريقة جلدها قال: "هي لم تسهل تطبيق العقوبة عليها". ووصف أي تدخل عسكري من قبل الولاياتالمتحدة حال تردي الأوضاع بالسودان بالخطأ الكبير، مدللاً بمصير تدخلها في العراق وأفغانستان، ورأى أن التدخل السياسي سيكون ممكناً. وبشأن تقاسم مياه النيل حال انفصال الجنوب، قال إنه سيتم الجلوس مع الجنوبيين لمعرفة نصيبهم في مياه النهر. وأشار إلى أن الحرب بين الجانبين ستكون أبعد الخيارات. وقلل البشير من أهمية اتفاق "الميرغني قرنق" في العام 1988 والذي قطع انقلاب 30 يونيو 1989 بقيادته الطريق عليه، قائلاً إن الميرغني لا يمثل حزباً ولا يمثل حكومة. واعتبر الرئيس اتهامات المحكمة الجنائية الدولية بحقه سياسية، وتوقع ازدياد تحركها عقب انفصال الجنوب. وحيا الموقف الأفريقي الصلب في رفض التعامل مع المحكمة الجنائية واعتبر عدم حضوره القمة الأفريقية الأوروبية بطرابلس "قضية أخرى".