أعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان، يوم الأحد، النتائج الرسمية لاستفتاء جنوب السودان، وبلغت نسبة المصوتين للانفصال 99,57% في الإقليم و58% في الشمال و97% في دول المهجر، وستعلن المفوضية النسبة الكلية في منتصف الشهر المقبل. وفاقت نسب المصوتين للانفصال أكثر من 60% التي حددتها اتفاقية السلام الشامل الموقعة في كينيا عام 2005. وقال مسؤولو المفوضية خلال مؤتمر صحفي انعقد بمركز د. جون قرنق في مدينة جوبا حاضرة الجنوب، إن أصوات الانفصاليين فاقت بفارق كبير أصوات الوحدويين. وفور الإعلان عن النتائج، انطلقت كرنفالات فرح في جوبا ومدن جنوبية في لحظة عدها مراقبون تاريخية انتظرها الجنوبيون كثيراً باعتبارها إعلاناً رسمياً عن أحدث دولة في العالم. تهنئة بالانفصال وبادر رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني والذي حضر المؤتمر الصحفي، بتهنئة أعضاء حكومته بإعلان نتيجة الانفصال في الجنوب. وقال مراسل الشروق في جوبا جمال الدين علي حسن، إن النتيجة جاءت متوافقة تماماً مع حملات التعبئة التي نظمها الجنوبيون لدعم الانفصال وتفضيله على خيار الوحدة الذي تضاءل أخيراً أمام ارتفاع صوت الذين يحلمون باستقلال الجنوب. من جهته، سعى رئيس مفوضية الاستفتاء محمد خليل إبراهيم، إلى تلطيف الأجواء وتخفيف وقع النبأ على الذين كان يطمحون في بقاء السودان موحداً. وقال خليل إن المعطيات والمراسم التي صاحبت إعلان النتيجة بمدينة جوبا، تشير إلى بداية حقيقية بين الشمال والجنوب تقوم على تبادل الخبرات واحترام الدولتين. مؤشر سلمي وأضاف أن هذه النتيجة تعد مؤشراً سلمياً يعبر عن العلاقات بين الشمال والجنوب. وقال إن العلاقات الأزلية والثقافية والاجتماعية التي تربط بين جنوب السودان وشماله تقود إلى المضي قدماً لتحقيق طفرة اقتصادية كبيرة تعم المنطقتين وتنعكس إيجاباً على حياة سكان السودان. وامتدح رئيس مفوضية الاستفتاء جهود المراقبين الدوليين والمحليين وأجهزة الإعلام، لما بذلوه من جهد حقيقي لإنجاح فترة الاستفتاء وعكس صورة جيدة عن السودان. وكرمت ولاية شرق الاستوائية كلاً من رئيس المفوضية ونائبه شول رينق واختارت لحفل التكريم رمزاً يدل على استمرار العلاقات بين الشمال والجنوب. وقال المسؤول بالمفوضية تشان ريك مادوت للحشود المهللة في أول إعلان رسمي لنتائج الاستفتاء: "التصويت لصالح الانفصال بلغ 99,57 في المئة".