أعلن الرئيس السوداني عمر البشير رسمياً قبوله انفصال جنوب السودان، وأصدر يوم الإثنين قراراً جمهورياً قبل فيه نتيجة الاستفتاء الذي جرى أخيراً وتأكد عبر نتيجته الأولية أن الأغلبية العظمى من سكان الإقليم صوتوا لصالح الانفصال. وقال البشير بعد تسلم النتيجة من مفوضية الاستفتاء: "النتيجة تعبر عن رغبة سكان الجنوب ونحن نرحب ونقبل بذلك". وأضاف مخاطباً أعضاء المفوضية: "نحن مع رغبة المواطن الجنوبي واستدامة السلام في الشمال والجنوب". وتعهد البشير بتنفيذ ما تبقى من اتفاق السلام الشامل الموقع في كينيا عام 2005 وخاصة القضايا العالقة مثل الحدود ومسألة أبيي النفطية وكل الترتيبات التي تلي الانفصال. وقال البشير: "نحن راضين تمام الرضا عن أداء مفوضية الاستفتاء"، ووصف عملية الاستفتاء بالتاريخية والخطيرة، منوهاً إلى أن الاتفاقية تم تجاوزها بنجاح. اجتماع استثنائي " سلفاكير يقول مخاطباً الاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء إن قبول الحكومة لنتائج الاستفتاء والاعتراف بدولة الجنوبالجديدة يمهد للاعتراف بها من قبل الدول الأخرى " وعقد مجلس الوزراء اجتماعاً استثنائياً حضره النائب الأول سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب. وبالمقابل قال النائب الأول سلفاكير ميارديت، مخاطباً الاجتماع الاستثنائي، إن قبول الحكومة لنتائج الاستفتاء والاعتراف بدولة الجنوبالجديدة يمهد للاعتراف بها من قبل الدول الأخرى. وأضاف قائلاً: "إذا لم يعترف الشمال بدولة الجنوب فلن يتم الاعتراف بها من أية دولة أخرى". وجدد التهنئة للرئيس البشير والمؤتمر الوطني بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل والوفاء بتعهداتهم. وقال إن انفصال الجنوب "لا يعني نهاية المطاف، ولن نكون أعداء لبعضنا البعض، ونحرص على أن تظل علاقاتنا قوية". وقال سلفاكير إن الحدود بين الشمال والجنوب ستكون فقط حدوداً على الورق، كما لن يتم اتخاذ إجراءات مشددة لمنع حركة التجارة والمواطنين. تعاون وانفصال وأضاف سلفاكير أن هناك قضايا كثيرة تهم الشمال والجنوب، وعلى رأسها القضايا الأمنية، مؤكداً في هذا الخصوص أن الجانبين سيتعاونان بعد الانفصال. وأعلن سلفاكير أنه سيقوم بجولة خارجية وسيعمل خلال لقاءاته مع قادة دول العالم على رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. واشار إلى أن تحقيق السلام في دارفور سيلغي دعاوي المحكمة الجنائية ضد الرئيس البشير. ودعا سلفاكير إلى الإسراع بحل القضايا العالقة في اتفاقية السلام الشامل قبل شهر يوليو القادم. وبلغت نسبة التصويت لانفصال جنوب السودان حسب النتيجة الأولية الكلية 98.83% التي أعلنتها أخيراً مفوضية الاستفتاء. وتسلمت المفوضية أمس خطاباً من المحكمة العليا يؤكد عدم تسلمها أي طعون بخصوص النتيجة الأولية خلال الفترة المحدد لها حسب القانون. ==--