قال الرئيس السوداني عمر البشير يوم الأحد إنه لا يخشى من مصير التونسي زين العابدين بن علي والمصري محمد حسني مبارك بعد أن أطاح بهما شعباهما، واعداً بعدم حجب الحريات خلال المرحلة المقبلة في بلاده. وقال البشير مخاطباً حشداً جماهيرياً غفيراً بمدينة الدبة في الولاية الشمالية بعد أن افتتح عدداً من المنشآت الخدمية والتنموية: "نريد أن نسمع صوت الناس ولا نخشى من مصير مبارك وبن علي". وأضاف البشير: "نحن في السودان نعيش على قيم ومباديء الحرية لكونها الطاقة المحركة للشعب"، مؤكداً أن محاولة كبتها تعد حجزاً لإنجازات الشعب. وتابع قائلاً: (نحن ما خايفين وعايزين نسمع صوت الناس ونتيح حرية التعبير لعامة الشعب). توجه جديد واعتبر البشير أن انفصال الجنوب لبى رغبة الجنوبيين وتطلعاتهم وأنه تحقق بكامل وعيهم، مضيفاً: "عليهم يسهل وعلينا يمهل"، واعداً بأن تبدأ حكومة الشمال مرحلة جديدة تقوم على التنمية ورفع القدرات الإنتاجية وتحسين أوضاع المواطنين. وأكد البشير تمسكه بالشريعة الإسلامية، قائلاً إن حكومته حزمت أمرها لجعل الحكم بالشريعة واقعاً في الشمال وأنها لن تتخلى عن تنفيذه. وتوقع البشير استمرار ما أسماه مكايدات أعداء السودان ومواصلة مساعيهم لتشويه صورة بلاده. ومن جهة ثانية حيا الرئيس السوداني ثورة الشباب المصري، مؤكداً أنها ستكون انطلاقة حقيقية للمنطقة التي يعد غيابها أكبر مؤثر على الصعيد العربي، ممتدحاً الأدوار التاريخية التي لعبتها مصر في القرون الماضية، وواصفاً إياها بأنها دولة رائدة وقوية. دعم التحرر وحيا البشير أيضاً الشباب التونسي، مؤكداً أن حكومته ستظل تدعم مسيرة الحرية والتحرر وأنها ستقف مع فلسطين حتى تتحرر القدس وستدعم أفغانستان والعراق حتى تدحر الاحتلال. وافتتح الرئيس السوداني عمر البشير كبري الدبة أرقي ومستشفى الصداقة، كما زار مدينة الغدار مسقط رأس نائبه الأول السابق الزبير محمد صالح الذي مات في حادثة سقوط طائرة في جنوب السودان لإحياء ذكرى رحيله. واعتبر البشير أن كبري الدبة أرقي يمثل تنفيذه انتعاشة حقيقية للمنطقة، وأعاد إلى الأذهان أوضاع الدبة في الماضي وخلوها من ملامح التنمية، موكداً أنها في ظل ثورة الإنقاذ انتقلت إلى واقع آخر. ووعد البشير بإدخال الكهرباء بجميع المشاريع الزراعية الصغيرة والكبيرة والعمل على تقليل التكلفة وزيادة دخل المزارع، مؤكداً أن حكومته ستركز في المرحلة القادمة على رفع المستوى المعيشي للمواطن. وحث البشير على إدخال الزراعة البستانية، مؤكداً أهمية زراعة الفواكه خلال المرحلة القادمة وإدخال التصنيع الزراعي حتى يتم تصديرها إلى خارج البلاد، معلناً بيع الشتول للمزارعين بنصف القيمة.