اقترح زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي تشكيل لجنة من الحكماء لإدارة التنوع الثقافي، مؤكداً أنه كان سبباً رئيسياً في انفصال جنوب السودان، واتهم الحكومات المتعاقبة في الدولة بالفشل في إدارة الأمر ونشر قيم التسامح. وأكد في ندوة نظمها مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية يوم الأربعاء حول (جدلية الصراع والتعايش السلمي) أن الدولة تشكل نموذجاً فريداً للتمازج الاثني والديني والثقافي. وأضاف المهدي حسب وكالة الأنباء السودانية أن جدل وصراع الهوية السودانية بدأ بعد الاستقلال، مشيراً إلى فشل كل النخب السياسية التي تعاقبت على حكم السودان بعد الاستقلال في إدارة هذا التنوع، الأمر الذي أدى إلى العديد من الأزمات وعلى رأسها انفصال الجنوب. فقه ضرورة ودعا المهدي إلى ضرورة تطبيق فقه الضرورة في المعاملات الإنسانية، مضيفاً أن الثورة المهدية حاولت تبني سياسة التسامح بين أفراد المجتمع، لكن هذه المحاولة جوبهت بالرفض التام من القوى الاستعمارية في ذلك الوقت، حسب تعبيره. ورأى زعيم حزب الأمة القومي أن أسباب اندلاع الحرب الأهلية في السودان هي محاولة السلطة المركزية إدارة التنوع الثقافي بالغلبة. وأضاف أن الفشل في إدارة التنوع يقود الدولة إلى صراعات داخلية وإقليمية، مؤكداً أن أزمة دارفور تعد في الأساس مشكلة اثنية وتحولت بمرور الزمن إلى مقاومة مسلحة. واقترح لتجنيب البلاد المزيد من الأزمات التي تتعلق بالتنوع الثقافي، تشكيل لجنة من الحكماء لإدارة التنوع حتى تتفشى قيم التسامح.