أفادت منظمة هيومان رايتس ووتش، بأن 84 شخصاً قتلوا بليبيا خلال ثلاثة أيام، في حملة أمنية شرسة ضد احتجاجات مناهضة للحكومة تحاول محاكاة الانتفاضتين في تونس ومصر المجاورتين لليبيا، وتهدد سلطة الزعيم الليبي معمر القذافي. وقتلت القوات الليبية عشرات المحتجين في مدينة بنغازي شرق ليبيا مع مناشدة علماء مسلمين ليبيين وقف العدد المتزايد من القتلى. وذكرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية يوم الأحد، أن عدد القتلى في بنغازي ربما وصل إلى 200. وقال شاهد لقناة "الجزيرة": "عشرات قتلوا، ليس 15 وإنما عشرات. إننا وسط مذبحة هنا"، وقال الرجل إنه ساعد في نقل الضحايا إلى مستشفى في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا. وذكرت القناة يوم الأحد، أن بعض رجال الأمن الذين احتجزهم المحتجون مرتزقة أجانب على ما يبدو. وقالت القناة في وقت سابق، إن قوات الأمن أطلقت النار على مشيعي جنازة، مما أدى إلى سقوط 15 قتيلاً. ولم تنشر الحكومة أي أرقام بشأن الضحايا ولم تصدر تعليقاً رسمياً بشأن أعمال العنف. حظر الإنترنت وكثيراً ما تكون اتصالات الهاتف المحمول خارج الخدمة، كما قطعت خدمة الإنترنت في ليبيا وذلك حسبما ذكرت شركة أميركية تراقب حركة الإنترنت. وقال السير ريتشارد دالتون، الذي كان سفيراً لبريطانيا في ليبيا للصحيفة: "سيجد القذافي أن من الصعب تقديم تنازلات من أجل البقاء. أعتقد أن موقف النظام الليبي هو كل شيء أو لا شيء". ودفع هذا القمع الدامي نحو 50 من علماء المسلمين في ليبيا إلى إصدار نداء أرسل إلى "رويترز" لقوات الأمن بوقف عمليات القتل كمسلمين. وقال النداء، إن هذا نداء عاجل من علماء الدين والمفكرين وزعماء العشائر من طرابلس وبني وليد والزنتان وجادو ومسلاتة ومصراته والزاوية وبلدات وقرى أخرى بالمنطقة الغربية. وتجمع عدة مئات من الأشخاص في الميدان الأخضر وسط طرابلس يوم السبت ملوحين بصور القذافي وهم يهتفون "قائدنا الثوري" و"نسير على دربك". وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد للساعدي نجل القذافي الذي عين في الأسبوع الماضي مسؤولاً عن بنغازي وهو يقوم بجولة في الميدان الأخضر، وقام بتحيته نحو ألف شخص معظمهم من مشجعي ناديي كرة القدم الرئيسيين في العاصمة وهما الأهلي والاتحاد.