قال رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي إن الهوة بين النخبة الحاكمة والشعب في بلاده هي التي أدت إلى إشعال الثورة الشعبية التي أنهت 23 عاماً من حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وعدد الغنوشي في محاضرة بالعاصمة السودانية الخرطوم يوم الخميس عدة عوامل قال إنها كانت السبب الرئيس في الثورة. واعتبر الغنوشي الذي جاء إلى الخرطوم قبل أيام وشارك في مؤتمر القدس أن الاستغلال والظلم الذي عاشه الشعب التونسي ردحاً في ظل الأنظمة الغاشمة دفعه لاستعجال الموت وإحداث التغيير الشامل. وقال إن إفراغ النظام السابق لمؤسسات الدولة من محتواها واحتكاره للسلطة والإعلام والثروة بالبلاد، حوَّل الدولة إلى أسرة حاكمة أفقدت الشعب الثقة في دولته. أداة للغرب ورأى الغنوشي أن نظام بن علي تحول إلى أداة للغرب تسعى للقضاء على الجذور الإسلامية بالمجتمع ومحاربة الأصولية لتنال رضا القوى الدولية وتتلقى دعمها بالإضافة إلى استفزاز النظام لولاءات الشعب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ونبه الغنوشي لاستخدام النظام لأجهزة القمع ضد الشعب وكان النذير بفشل مشروع الإصلاح وتحوله إلى مشروع الثورة. وشدد الغنوشي على أن الثورة في تونس لم تكن ثورة حزب أو أيديولوجية إنما ثورة شعب نقلت وصفتها إلى مصر وليبيا للرد على الفساد والاستبداد. وقال إن أهم إنجازات الثورة هي إسقاط الخوف وقلب موازين القوى بين الدولة. وأكد الغنوشي أن ثمار الثورة تتمثل في الاعتراف بحركة النهضة الإسلامية التي يتزعمها لتعمل ضمن أحزاب عديدة تحت لواء الوطن سعياً للتحول الديمقراطي وإعادة التوازن الاقتصادي والاجتماعي لتحقيق الاستقرار بالبلاد.