أكد الشيخ راشد الغنوشي المفكر الإسلامي ورئيس حركة النهضة في تونس أن شروط الثورة في تونس تحققت بحدوث الإنفصال والهوة بين النخبة الحاكمة والشعب مضيفا بأن الشعب التونسي عرف بالسلم والسماحة إلا أن الإستغلال والظلم الذي عاشه ردحا في ظل الأنظمة الغاشمة دفعه لإستعجال الموت وإحداث التغيير الشامل. وقال فى حديثه بمنتدي النهضة والتواصل الحضاري امس بقاعة الشهيد الزبير حول(الثورة التونسية وآفاق المستقبل) أن إفراغ النظام الحاكم لمؤسسات الدولة من محتواها وإحتكارها للسلطة والإعلام والثروة بالبلاد لتصبح الدولة أسرة حاكمة أفقد الشعب الثقة في دولته مشيرا إلي تحول النظام الحاكم في تونس إلي أداة للغرب تسعي للقضاء علي الجذور الإسلامية بالمجتمع ومحاربة الأصولية لتنال رضا القوي الدولية وتتلقي دعمها بالإضافة إلي إستفزاز النظام لولاءات الشعب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل . مشيرا إلي إستخدام النظام لأجهزة القمع ضد الشعب كان النذير بفشل مشروع الإصلاح وتحوله إلي مشروع الثورة. وقال الغنوشي أن تونس الخضراء التي عرفت برافد السياحة والتنمية في العالم العربي ردحت تحت الظلم والحرمان لسنوات وأن الثورة التي اندلعت فيها باندفاع محمد بوعزيزي ليشعل الحريق في الهشيم ليس في تونس إنما في العالم العربي والإسلامي كله. وقال إن الثورة في تونس صنعت وصفة علاجية للإطاحة بالديكتاتورية في العالم العربي وإقامة دولة العدالة دون إستخدام للعنف وبتكلفة مغرية تمثلت في فقد 250 شهيد بالثورة ومؤكدا بأن إنجازات الثورة تمثلت في القضاء علي النظام الحاكم بالبلاد وحل البرلمان وإلغاء الدستور وملاحقة الرئيس المخلوع بالإنتربول وإتهامه بالخيانة بالإضافة إلي إنتخاب مجلس تأسيسي يستمد شرعيته من الثورة لإعادة الدولة عبر الإنتخابات الحرة النزيهة والممثل بها كافة الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني. وأشار الغنوشي إلي أن الثورة في تونس لم تكن ثورة حزب أو أيديولوجية إنما ثورة شعب نقلت وصفتها إلي مصر وليبيا للرد علي الفساد والإستبداد . مضيفا بأن أهم إنجازات الثورة إسقاط الخوف وقلب موازين القوي بين الدولة والمجتمع بدلا عن بحث المجتمع عن رضا الدولة ومؤكدا بأن ثمار الثورة تتمثل في الإعتراف بحركة النهضة الإسلامية لتعمل ضمن أحزاب عديدة تحت لواء الوطن سعي للتحول الديمقراطي وإعادة التوازن الإقتصادي والإجتماعي لتحقيق الإستقرار بالبلاد وسماح الأوضاع الدولية بإحداث التغيير وإفلات قبضتها وعجزها من تسوية الأحداث بالعراق وأفغانستان وفلسطين وإستمرار حالة الهلع الدولي وإستشعاره خطر المد الثوري بالمنطقة والذي يوفر أكبر الفرص لتحرير القدس.