رحب السودان بقرار قمة الاتحاد الأفريقي الذي أوقف التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بشأن مذكرة قضاتها لتوقيف الرئيس عمر البشير، واصفاً كل القرارات الصادرة عن القمة بالإيجابية والداعمة له في مواجهة الضغوط الغربية. وانهت القمة الافريقية أعمالها أمس في مدينة سرت الليبية واتخذت عدة قرارات. وأكد مدير الإدارة الأفريقية بوزارة الخارجية السودانية السفير إبراهيم أحمد عبد الكريم لقناة الشروق اليوم، أن لجنة حكماء أفريقيا التي يقودها الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثامبو أمبيكي، طلبت مهلة شهرين لإكمال مشاوراتها قبل رفع تقريرها للقادة الأفارقة من أجل معالجة الأزمة، معتبراً أن لجنة الحكماء عكست زخماً في القمة ساعد القادة على قرار عدم التعاون مع الجنائية. البشير سيسافر لكل دول أفريقيا " البشير لن يخشى الاعتقال حتى لو زار جنوب أفريقيا أو 29 دولة أفريقية أخرى وقّعت على معاهدة تأسيس المحكمة " ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية السفير علي الصادق إن الرئيس أصبح حراً في السفر عبر قارة أفريقيا، وأضاف "أن البشير لن يخشى الاعتقال حتى لو زار جنوب أفريقيا أو 29 دولة أفريقية أخرى وقّعت على معاهدة تأسيس المحكمة". وأوضح الصادق أن السودان يعتقد أن أفريقيا الآن تقف جبهة موحدة ضد المحكمة الجنائية، مشيراً الى أن معظم الأفارقة يعتقدون أن المحكمة أنشئت ضد أفريقيا والعالم الثالث. وقال إن قرار الاتحاد الأفريقي يجعل السودانيين يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك من يدعمهم، وأضاف: "لن تكون هناك عوائق لأي زيارة"، مشدداً على أن قرارات الاتحاد الأفريقي ملزمة للدول الأعضاء فور صدورها، ولذلك لن ينتظر البشير موافقة برلمانات الدول على قرار الاتحاد. جنوب أفريقيا تدعم السودان في سرت وأكد أن جنوب أفريقيا صوتت في قمة سرت لصالح قرار الاتحاد الأفريقي الداعم للسودان في مواجهة المحكمة الجنائية، مشيرا الي ان البشير يمكن ان يسافر الي جنوب افريقيا، وأوضح أنه لا يعرف إذا كانت هناك خطط فورية لجولة واسعة يقوم بها الرئيس في أفريقيا أم لا. وقطع الصادق أإن الرئيس سيحضر أي اجتماعات في أفريقيا أو العالم العربي. وينص القانون الأساسي للمحكمة الجنائية، وبين أعضائها 30 دولة أفريقية، على التزام الدول الأعضاء بالقبض على المتهمين حال وجودهم على أراضيها، وزار الرئيس البشير حتى الآن دولاً غير موقعة على معاهدة المحكمة الجنائية منذ صدور أمر اعتقال بحقه في شهر مارس الماضي. دول القارة ترفض التعاون مع "الجنائية" " دول الاتحاد الأفريقي لن تتعاون بموجب بنود المادة 98 من القانون الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية المتعلقة بالحصانات " وتبنى قادة الاتحاد الأفريقي في اجتماعهم في ليبيا قراراً بأنهم لن يتعاونوا مع المحكمة الجنائية الدولية فيما يخص أمر القبض الصادر بحق البشير. وتنص الفقرة التي جاءت في البيان الختامي للقمة على أن "الاتحاد الأفريقي قرر أنه في ضوء حقيقة أن طلب الاتحاد لإرجاء توجيه الاتهام إلى البشير لم يتخذ أي إجراء بشأنه، فإن دول الاتحاد الأفريقي لن تتعاون بموجب بنود المادة 98 من القانون الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية المتعلقة بالحصانات بشأن اعتقال البشير وتسليمه إلى المحكمة الجنائية". من جهتها، انتقدت منظمة العفو الدولية قرار قمة سرت قائلة إنه يقوض مصداقية الاتحاد الذي يضم 53 دولة، وقال مدير المنظمة في أفريقيا اروين فان در بورخ: "إن القرار الذي اتخذته دول الاتحاد الأفريقي يظهر الاستخفاف بالذين عانوا انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان، ويسفه من الاتحاد الأفريقي كمنظمة دولية.