أنعشت الحملات الانتخابية التي انطلقت بجنوب كردفان الجوانب الاقتصادية في الولاية وشهدت المحال التجارية والأسواق التي كان يغلب عليها طابع السكون في الأيام العادية اكتظاظ لافت بالزبائن الذين وصلوا المنطقة لدعم مسار العملية الانتخابية ومراقبتها. ومثلت مقولة (الخير في قدوم الواردين) لسان حال معظم التجار بمدينة كادوقلي حاضرة الولاية، إذ بدوا في جمع أموال طائلة بعد انطلاق الحملات الانتخابية لطرح برامج المنتخبين لمنصب الوالي والمجلس التشريعي. ويقول صاحب مطعم أمواج الشهير بالسوق الرئيسي بالمدينة للمركز السوداني للخدمات الصحفية إن المحل يشهد ازدحاماً لم يعهده، متمنياً أن يظل الحال على ما هو عليه الآن. واعتبر أن الانتخابات من المواسم التي يتحسبون لها بالتوسع في الخدمة المقدمة. زيادة الدخل ويؤكد سائق عربة تجارية جمال الدين إبراهيم انتعاش دخله اليومي بسبب زيادة عدد الركاب القادمين من مناطق الولاية المختلفة، أو الذين يقوم بنقلهم. وقال إن ذلك سيعوضه عن فترة ركود سابقة. وانتهز بعض أصحاب المحال التجارية ومركبات النقل النشاط السياسي المحموم الذي تشهده المنطقة وضاعفوا أسعار التذاكر والبضاعة خاصة التي كثر عليها الطلب. وعمدت بعض القوى السياسية إلى نقل منسوبيها من مناطقهم لمواقع تدشين حملاتها الانتخابية بواسطة الناقلات الكبيرة المستأجرة وهو ما أدى لخلو بعض المواقف من تلك الناقلات. وسمحت الانتخابات لبعض أصحاب المهن بالعودة إلى سوق العمل مجدداً مثل الخطاطيين الذين يقومون بإعداد لافتات القماش، كما أن طلمبات البنزين باتت تعمل بطاقتها القصوى ليلاً ونهاراً. وتبارى المرشحون في تعليق لافتات أحزابهم وصورهم على المحال التجارية مقابل عائد مادي خاصة التي تحتل موقعاً مميزاً، واهتمت بعض منظمات المجتمع المدني برفع لوحات عند عدد محدود من مناطق التجمعات اهتمت بالتثقيف بالمشورة الشعبية، وهي العملية التي تلي الانتخابات بفترة.