اعتبرت الحكومة السودانية تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الإبادة الجماعية في إقليم دارفور، خطوة الى الوراء، في وقت يبدأ مبعوث الولاياتالمتحدة اسكوت غرايشون الثلاثاء، جولة جديدة في السودان لأجل استكمال حلقات مؤتمر السلام الدولي. وانتقد المتحدث باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق في أول رد فعل على تصريحات أوباما في غانا، التضارب الملموس في أقوال الإدارة الأميركية بشأن وجود إبادة في دارفور من عدمها، وقال إن حديث أوباما الذي أطلقه في العاصمة الغانية أكرا عن وجود إبادة مستمرة في إقليم دارفور، يناقض ما أثاره مبعوثه اسكوت غرايشون في الأيام المنصرمة بأن ما نسب للحكومة من إبادات جماعية غير صحيح. الخرطوم تعتبر موقف أوباما خطوة للوراء " يجري المبعوث الأميركي اسكوت غرايشون مباحثات بالخرطوم في زيارة هي الثالثة من نوعها " وأضاف الصادق كان ينبغي على الرئيس الأميركي أن يناقش مبعوثه حول نتائج زيارته لدارفور وعن الحقائق التي توصل اليها من أرض الواقع لاتخاذ رؤى متقاربة، ووصف حديث أوباما بأنه خطوة الى الوراء في علاقات الخرطوموواشنطن التي بدأت تتخذ ملامح جديدة تشير الى تحسن نسبي في علاقات البلدين. وينتظر أن يجري المبعوث الأميركي اسكوت غرايشون زيارة هي الثالثة من نوعها الى الخرطوم بعد غد الثلاثاء، وتستغرق بحسب الخارجية السودانية عشرة أيام ينخرط خلالها في لقاءات مع شريكي حكومة الوحدة الوطنية المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان، وتهدف الزيارة الى استكمال المناقشات التي بدأت في واشنطن خلال مؤتمر السلام الدولي الداعم لاتفاق نيفاشا. السودان نقطة خلاف داخل الإدارة الأميركية وكان الرئيس الأميركي أوباما قال أثناء زيارة الى غانا: "حين نشهد إبادة مستمرة في دارفور أو إرهابيين في الصومال، فإن الأمر لا يتصل فقط بمشاكل أفريقية، إنها تحديات أمام المجتمع الدولي وتتطلب رداً دولياً". ويشار الى أن اسكوت غرايشون الذي عينه أوباما، رفض في 17 يونيو المنصرم في تصريحات بواشنطن أن يصف النزاع في دارفور بأنه إبادة، وكشفت مصادر أميركية حينها عن أن حديثه أدى الى نشوب خلافات في الإدارة الأميركية. وفي خطوة لاحقة أعربت سفيرة واشنطن في الأممالمتحدة سوزان رايس عن غضبها الشديد من تصريح المبعوث الأميركي، وقالت إن الموقف الأميركي بشأن ما يجري في دارفور هو "إبادة جماعية".