استمرت يوم الأربعاء عمليات إطلاق النار بمدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، وبسط الجيش السوداني سيطرته على المنطقة، بينما حمل رئيس حكومة جنوب السودان؛ سلفاكير ميارديت، القوات الشمالية مسؤولية الأحداث. واتسعت دائرة المواجهات لتشمل يوم الثلاثاء مدينة الدلنج. وقالت المتحدثة باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان؛ هوا جيانغ، لفرانس برس: "نعرف أن عدداً من الضحايا سقطوا مساء أمس (الثلاثاء) وصباح الأربعاء في كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان ولكن ليس لدينا إحصاء لعددهم". وقال قويدر زروق أحد المتحدثين باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان إن "ما بين 6000 إلى 7000 من المدنيين موجودون الآن حول معسكر قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام (يونميس) بالقرب من مطار المدينة بحثاً عن الحماية". وأفادت تقارير صحافية بأن عن أعداد الضحايا لا تزال متضاربة وأيضاً الجرحى والنازحين. وتسببت الاشتباكات المسلحة في هروب آلاف المواطنين إلى خارج مدينة كادوقلي. كما أفاد مراسل راديو (مرايا) أن الاشتباكات المسلحة بولاية جنوب كردفان انتقلت إلى منطقة الدلنج الثلاثاء بعد سماع دوي إطلاق نار فى البلدة. وقال إنه لا توجد معلومات عن سقوط ضحايا، لكنه إشار إلى أن المحال التجارية أغلقت أبوابها وخلت الشوارع من المارة نتيجة لإطلاق النار الكثيف. ظهور سلفاكير من جهته حمل رئيس حكومة جنوب السودان؛ سلفاكير ميارديت، الجيش السوداني تدهور الأوضاع الأمنية في أبيي وجنوب كردفان. وقال لدى مخاطبته رؤساء المجالس التشريعية بالجنوب، يوم الأربعاء، إن ما حدث بكادوقلي ناتج من قرارات القيادة العليا للجيش السوداني بطرد الجيش الشعبي خارج حدود 56 قبل التاسع من يوليو، مضيفاً أن هناك استهدافاً لأبناء النوبة بالجيش الشعبي الذين كان يجب تسريحهم عبر مفوضية نزع السلاح وإعاد الدمج والتسريح "دي دي آر" في زمن مبكر من الآن تفادياً للاحتكاكات. من جهتها عقدت الأمانة العامة للحركة الشعبية مؤتمراً صحفياً وصفت فيه ما يدور بكادوقلي بأنه انتهاك للحقوق، حسب قولها. وقال يان ماثيو القيادي بالحركة إن الجيش بدأ بفض القوة المشتركة، مضيفاً أن الجنوب سيواصل حواره مع الشمال. من جهتها قالت سكرتيرة الشؤون الإدارية للحركة الشعبية بجنوب كردفان؛ علومة مقدم سعيد، إن الأوضاع الإنسانية شهدت تدهوراً بعد حدوث حالات نزوح للمواطنين. مناشدات شعبية وفي الأثناء شهد معهد أبحاث السلام التابع لجامعة الخرطوم حشداً سياسياً وشعبياً في أعقاب التداعيات التي شهدتها جنوب كردفان، ونادت الأحزاب والقوى السياسية بوقف فوري وعاجل لعمليات إطلاق النار بالمدينة وتشكيل لجان طارئة لمقابلة الأوضاع الإنسانية المعقدة. ودعا النداء إلى تحقيق إجماع وطني وحزبي وسياسي شامل تجاه ما تتعرض له ولاية جنوب كردفان والتحرك الفوري إلى كافة المناطق التي شهدت إطلاق نار لمعرفة الأوضاع الإنسانية من قرب. واشترط أكاديميون وقيادات شعبية وسياسية بجنوب كردفان أن يتبع وقف إطلاق النار بترتيبات عملية تعيد الأوضاع إلى صورتها الطبيعية. وقالت مسؤولة المكتب السياسي بحزب الأمة القومي؛ مريم الصادق، إن الدخول في حوار لتسوية القضايا العالقة بالتفصيل يعد حلاً ناجعاً. وبعد أكثر من يومين من الأحداث شكت وسائل الإعلام، خاصة المرئية، من صعوبة في نقل وقائع الأحداث على الأرض بسبب التضييق من بعض المتفلتين، فضلاً عن قفل الطرق. وذكرت فضائية الجزيرة، على لسان مدير مكتبها بالخرطوم؛ المسلمي الكباشي، أن فريق تغطيتها المتجه إلى كادوقلي تعرض لاعتداءات جسيمة بمنطقة الكويك في الجزء الشرقي من الولاية.