قال الرئيس السوداني عمر البشير يوم الخميس إن الجيش يقوم بعمليات تمشيط بولاية جنوب كردفان من "فلول المتمردين"، وبينما تتواصل الاشتباكات في الولاية بين القوات الحكومية وعناصر من الحركة الشعبية، بدأت جهود شعبية لإغاثة المتضررين. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن البشير قوله خلال اجتماع للحكومة إن الوضع في جنوب كردفان أصبح تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية "التي تقوم الآن بتمشيط الولاية من فلول التمرد". وأكد البشير أن الأحداث بدأت منذ إعلان شعار الحركة الشعبية الانتخابي "النجمة أو الهجمة". وزاد "هذا الشعار كان بمثابة إعلان حرب استبقت به الحركة العملية الانتخابية في ولاية جنوب كردفان". في غضون ذلك يستمع البرلمان السوداني في جلسته يوم الإثنين القادم لبيان من وزير الدفاع الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين حول الأوضاع الأمنية بجنوب كردفان. تفشي القتال من جانبها أفادت الأممالمتحدة يوم الخميس أن القتال مستمر بجنوب كردفان وقد انتشر في أنحاء الولاية. وقال المتحدث باسم البعثة الدولية في السودان قويدر زروق: "لا يزال القتال يدور اليوم في كادوقلي (عاصمة الولاية) وقد تمدد إلى مواقع أخرى". ولم يتمكن زروق من كشف تفاصيل عن عدد القتلى والمصابين في القتال. وذكرت مصادر الأممالمتحدة أن قاذفات أنتونوف وطائرات ميغ تحلق على ارتفاع منخفض وتمشط التلال المحيطة بكادوقلي حيث تقصف القوات السودانية مواقع الحركة الشعبية منذ الثلاثاء. وذكر شاهد عيان في كادوقلي طلب عدم الكشف عن هويته الخميس إنه رغم أن حدة القتال قد خفت، إلا أن الوضع الإنساني والأمني يتدهور. ويتصاعد التوتر في ولاية جنوب كردفان فيما يستعد جنوب السودان ليكون دولة مستقلة اعتباراً من التاسع من يوليو. استدعاء السفراء وفي الأثناء استدعت وزارة الخارجية السودانية السفراء الأجانب المعتمدين بالخرطوم حيث قدم وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان تنويراً عن الأوضاع بجنوب كردفان. ووصف وكيل الخارجية ما حدث بأنه خرق جديد من الحركة الشعبية لاتفاقية السلام، واستهداف للمدنيين، وأكد أن الحكومة السودانية ستعمل على فرض الأمن والنظام في المنطقة وتطهيرها من المعتدين. وطلب رحمة من المجتمع الدولي ممارسة المزيد من الضغوط على الحركة الشعبية لمنع التصعيد وتحمل المسؤولية السياسية والسيطرة على قواتها والانخراط في مفاوضات فورية لحل القضايا العالقة. من جانبها قالت حكومة جنوب كردفان إن الأحداث التي شهدتها الولاية خلال الأيام الماضية لن تعطل مسيرة السلام، مبدية استعدادها لإدارة حوار مع الحركة الشعبية لوضع حد للقضايا في الولاية. وأشار وزير الثقافة والإعلام بالولاية بشار حمدنا الله إلى أن الأوضاع بدأت تعود إلى طبيعتها في المنطقة. جهود إغاثية وطالب المجلس السوداني للجمعيات الطوعية (أسكوفا) المنظمات الدولية والمحلية بالتدخل العاجل لإيواء المتضررين من أحداث كادوقلي الأخيرة. وقال المدير التنفيذي لأسكوفا إبراهيم محمد إبراهيم إن المجلس شكل غرف ميدانية بمناطق تجمعات النازحين بهدف عمل مسوحات شاملة لأعداد النازحين لجهة تقديم العون. وأضاف للمركز السوداني للخدمات الصحافية أن المجلس سير يوم الخميس قافلة من المؤن الصحية والغذائية لإيواء النازحين في مناطق الأبيض والدلنج والجبال الشرقية ومدينة الرهد، بينما بدأ الهلال الأحمر السوداني في توزيع المواد الغذائية في بعض المناطق. وأبدى إبراهيم تخوفه من تفشي الأمراض والأوبئة بمناطق النزوح مع بدايات الخريف، مبيناً تزايد النازحين يومياً بسبب تواصل المواجهات. وسير الاتحاد الوطني للشباب السوداني قافلة صحية لجنوب كردفان دعماً للمتضرين من الأحداث الأخيرة وقال رئيس الاتحاد بلة يوسف إن القافلة هي الأولى وستتبعها عدد من القوافل، موضحاً أن القافلة عبارة عن طائرة محملة بالمعينات. الأحزاب تحذر ودعت قوى سياسية من ولاية جنوب كردفان إلى إيقاف كافة أشكال الزعزعة الأمنية التي تدور هناك من قبل الأطراف خاصة في حاضرة الولاية كادوقلي. ودعت القوى في مؤتمر صحفي بالخرطوم إلى توفير مطلوبات عاجلة يحتاجها إنسان الولاية تتمثل في الأمن والمساعدات الإنسانية للمواطنين الذين فروا جراء الأحداث إلى خارج مدينة كادوقلي. وحملت القوى السياسية شريكي اتفاق نيفاشا مسؤولية الأحداث مناشدة الحكومة المركزية بعدم إعلان الولاية منطقة عمليات حتى لا تتسع دائرة الأزمة بالمنطقة. في ذات السياق دعا الأمين السياسي لحزب العدالة بشارة جمعة إلى وقف إطلاق النار فوراً بالولاية عامة ومدينة كادوقلي بصفة خاصة. وأشار إلى أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأهالي بكادوقلي تدعو إلى أهمية الالتفات للجانب الإنساني ورفض تحويل الولاية إلى دارفور أخرى محذراً من مغبة ما يمكن أن يلحق بالسودان جراء تفجر أزمة عنف بالولاية.