أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي يوم الخميس أثناء زيارة للسودان عن قلقه على المدنيين الفارين من معارك أبيي وجنوب كردفان، وحث الشمال والجنوب على التعاون. وزاد: "التفاوض أفضل ألف مرة من أي نوع من المواجهة". وقال فسترفيلي في مؤتمر صحافي في الخرطوم عقب لقاء مع نظيره السوداني علي كرتي: "إن وضع اللاجئين الذين أرغموا على الفرار بسبب المواجهات العنيفة في أبيي وجنوب كردفان يثير لدينا قلقاً كبيراً". وتابع وزير الخارجية الذي سيمضي يومين في البلاد "بسبب هذا الوضع الصعب قررنا تخصيص المزيد من المساعدات". وقال: "نطالب سلطات شمال السودان وجنوب السودان بالتوصل سريعاً إلى حل دائم (للمشاكل) في المنطقة الحدودية لصالح هذه الشعوب التي تعاني. وينبغي ضمان وصول فرق الإغاثة إلى مناطق الأزمات". وستتولى ألمانيا التي تتسلم الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي الشهر المقبل إدارة عملية الاعتراف بدولة جنوب السودان الجديدة. زيادة المساعدات وأعلنت ألمانيا يوم الخميس عن زيادة المساعدات المخصصة للأزمة الإنسانية في السودان بمليون يورو لتبلغ 4,2 ملايين يورو. وينتظر أن يلتقي فيسترفيلي نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه. ويتفاقم التوتر بين الخرطوموجوبا، عاصمة جنوب السودان الذي سيعلن استقلاله في 9 يوليو بسبب الحدود وكذلك الأمن والنفط والمواطنة. واندلعت مواجهات في 5 يونيو بين الجيش السوداني وعناصر من جيش التمرد الجنوبي سابقاً في جنوب كردفان، كما بسط الجيش الحكومي سيطرته على أبيي في 21 مايو بعد خروقات من الجيش الشعبي بالمنطقة. وعلى إثر ذلك فر الآلاف من المنطقتين. من جهته شدد وزير الخارجية السوداني على أن السودان لا يعيق عمل الأممالمتحدة وأكد قرار الحكومة بالامتناع عن تجديد مهمة القبعات الزرق التي تنتهي مهمتها في 9 يوليو. وقال كرتي: "نحن لا نمنع ولا نعيق عمل الأممالمتحدة في السودان". دارفور والجنوب وطار فيسترفيلي إلى دارفور يوم الخميس وينتظر أن يصل جوبا بالجمعة للقاء رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت. وأكد وزير خارجية ألمانيا لدى لقائه والي شمال دارفور عثمان كبر دعم بلاده لجهود الحل السلمي لقضية دارفور عبر المنابر التفاوضية. وقال إن بلاده تركز على تقديم العون الإنساني وجهود إعادة البناء بدارفور بجانب دعم أواصر التعاون بين ولاية شمال دارفور وسكسونيا السفلى خاصة في مجالات الخدمات والتنمية الاقتصادية، داعياً لتوفير البيئة الآمنة حتى تتمكن بلاده من تقديم العون والمساعدة لأهل المنطقة. من جانبه دعا والي شمال دارفور ألمانيا والاتحاد الأوروبي لدعم برامج التنمية الأساسية باعتبارها المدخل الأساسي لمعالجة جذور المشكلة. واستعرض كبر جهود الحكومة التي ساهمت في تطبيع الحياة المدنية وتحقيق الاستقرار وعودة النازحين، مطالباً بدعم القوات الأممية الأفريقية المشتركة بدارفور "يوناميد" لتقوم بدورها. وأهاب بألمانيا لدعم منبر الدوحة لسلام دارفور والضغط على الحركات المسلحة للجلوس إلى طاولة التفاوض بغية التوصل لسلام دائم وعادل في الإقليم.