أصبحت ظاهرة الباعة المتجولين في الطريق العام بالعاصمة السودانية الخرطوم في تنام مستمر، نتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي دفعت الصبية والشباب لممارسة التجارة على الأسفلت بين السيارات، بعد أن صدهم سوق العمل في البلاد. وقال خبراء، إن الظاهرة تحتاج لتنظيم حتى لا تشكل مظهراً يضر بمستخدمي الطريق، بينما طالب الباعة، السلطات بإيجاد بدائل عمل ثابت تمكنهم من الكسب الشريف. وقال البائع المتجول، أحمد الشريف بابكر، وهو طالب جامعي، إنهم لم يجدوا وسيلة كسب أخرى غير البيع على الطريق العام، مناشداً السلطات بإيجاد بدائل ناجعة تمكنهم من الكسب الشريف، وطالب بإيجاد فرص عمل ثابتة وتسهيل حركة التوظيف لهم. وأضاف، أقوم بهذه المهنة الشريفة من أجل إعانة أسرتي وتوفير مصروفاتي الدراسية، معتبراً محاربة الظاهرة بواسطة الكشات أمراً غير مجدي، وزاد: "نتنمى أن تجد لنا الحكومة حلولاً جذرية". وأبدى عدد من مستخدمي الطريق لبرنامج "عين الكاميرا" بقناة الشروق، خشيتهم من تأثير حركة الباعة على حركة السير وتعرض سلامة السائقين والباعة المتجولين للخطر. تجميد الدراسة وأوضح البائع أحمد بلي أبكر، أنه ظل يعمل بالمهنة ثماني سنوات، قائلاً: "أقوم بتجميد الدراسة كل عام لأعمل بائعاً متجولاً من أجل توفير الرسوم الدراسية بجانب مساعدة أسرتي. وأرجع عبدالله أحمد عبدالغني أسباب قيامه بالعمل لعدم وجود مهنة أخرى، ووصف المهنة بأنها "رزق اليوم باليوم". وأبدى صاحب مركبة، هيثم عوض الأمين، تعاطفه مع الباعة المتجولين في طريقة الحصول على أرزاقهم، لكنه خشي من تعرضهم لخطر الدهس من قبل السيارات. وكشف صاحب المركبة غزالي بابكر نصر الدين، عن مشاهدته لإصابة بائع بواسطة مركبة وهو يحمل "مناديل" لا تتجاوز قيمتها بضع جنيهات، واعتبره أمراً مؤسفاً، ما يتطلب إيجاد حلول لهم. وأشادت مواطنة بدور الباعة المتجولين في تحمل المسؤولية فضلاً عن كسبهم المال الحلال بدلاً عن العطالة، حسب تعببيرها.