أكد مساعد الرئيس السوداني قدرة بلاده على تجاوز أزمة انفصال الجنوب، ونادى د. نافع علي نافع بضرورة إقامة علاقة استراتيجية بين السودان ومصر، وأشاد خلال لقائه عدداً من الأحزاب المصرية في القاهرة بالتقارب السوداني المصري. وبحث نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، د. نافع علي نافع خلال لقائه بالقاهرة، الأربعاء، مع قيادة الحزب الناصري المصري سبل تأسيس علاقة استراتيجية بين السودان ومصر بعد التقارب الملحوظ بعد الثورة. وقال نافع عقب اللقاء إنه رغم تأثر اقتصاد السودان بانفصال الجنوب بعد ذهاب البترول، إلا أن الحكومة قادرة على تجاوز هذا الأمر خلال ثلاث سنوات. وأضاف بأن ذلك سيتم عبر إجراءات من بينها تقليص الاحتياج للعملة بتخفيف الاستيراد والإنفاق الحكومي، وبمزيد من الصادرات ومن بينها المعادن والذهب والمحصولات. وأكد مساعد رئيس الجمهورية، أن هناك رؤية واضحة للحكومة لتجاوز هذا الوضع الاقتصادي قريباً، وأن هناك معالجات لهذا الأمر. وقال إن مصر والسودان لن يتحررا إلا بتأمين غذائهما، ولذلك يجب أن نعتمد على الاستثمار ورأس المال والخبرة المصرية. انفصال الجنوب والشريعة ونفى نافع خلال اللقاء أي علاقة بين انفصال الجنوب وإصرار الشمال على الشريعة، وقال إن الحرب في الجنوب كانت منذ 55 عاماً وليس مع تطبيق الشريعة بالبلاد. ولفت إلى أن الحكومة فعلت كل ما بوسعها لأن يتم الانفصال بسلاسة، إلا أن الحركة الشعبية مع اللوبيات الصهيونية هم من خططوا ودبروا لأن يكون الأمر غير ذلك. وأكد أن حكومته تدعو لتواصل قوي مع الجنوب، وطمأن بأن الشعب السوداني واع بأن انفصال الجنوب لن يقود إلى انفصال آخر بالسودان، مع أن التربص بالبلاد سيظل قائماً لتمزيقها. من جانبه، قال رئيس الحزب الناصري المصري، سامح عاشور، إن انفصال الجنوب كان مؤلماً لمصر، مؤكداً أن وحدة السودان تمثل هدفاً استراتيجياً لمصر. وتمنى عاشور أن يكون ما حدث من انفصال هو الأخير، مؤكداً أن السودان هو الأمل الكبير للأمة العربية، وأن أي سوء سيؤثر سلباً على مصر، منتقداً الدور المصري في السودان في السياسات السابقة. إلى ذلك، رفض الأمين العام للحزب أحمد حسين التدخل الأجنبي في السودان، والتمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني، مؤكداً أن السياسة الغربية تجاه العالم العربي ماهي إلا مشاريع داخل المخابرات الغربية. التكامل بين البلدين من جهة أخرى، التقى مساعد الرئيس السوداني، د. نافع علي نافع، في القاهرة، بقادة حزب الجبهة الديمقراطية المصري برئاسة أسامة الغزالي حرب، مساء الثلاثاء. وبحث الطرفان مستقبل التعاون بين البلدين، ووقفا على آخر تطورات الأوضاع بالسودان بعد الانفصال وفي مصر بعد الثورة. وقال د. نافع خلال لقائه قادة حزب الوفد المصري، إن العلاقات السودانية المصرية الشعبية تضررت جراء تغييب الإرادة وتغليب العامل الخارجي خلال الفترة الماضية. وأكد مساعد الرئيس السوداني أن التحديات المشتركة وتوحيد الإرادة الشعبية تتيح فرصة جيدة لاستكمال التكامل بين البلدين. ودعا نافع إلى الاهتمام بالجوانب الاقتصادية والقطاع الخاص، مرحباً بفكرة إنشاء جمعية رجال وادي النيل التي طرحها حزب الوفد المصري لتمكين العلاقات بين البلدين. وكان د. نافع علي نافع رئيس وفد المؤتمر الوطني قد التقى أيضاً بالهيئة القيادية بحزب الكرامة المصري وأطلعهم على مجمل القضايا الاقتصادية والسياسية بالسودان.