حققت المعارضة مكاسب مفاجئة في الانتخابات التي أجريت بإقليم كردستان العراقي مطلع الأسبوع، لكن الحزبين الحاكمين اللذين يدور نزاع بينهما وبين الزعماء العرب في بغداد بقيا في السلطة ولن ينهيا مواجهة تهدد هدوءاً هشاً بالبلاد. وأعلنت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة والبرلمان أمس الأربعاء 29 يوليو 2009، بعد قليل من دعوة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، الزعماء الأكراد خلال زيارة له لإقليم كردستان شبه المستقل، الى العمل بسرعة من أجل تخفيف التوتر. والتقى غيتس بمسعود البرزاني الذي أعيد انتخابه رئيساً لكردستان بعد حصوله على 69.9 في المئة من الأصوات وزعيم المقاتلين السابق الذي رفض التنازل عن المطالبة بمنطقة كركوك المنتجة للنفط. التهديد الأكبر ويرجح أن يمثل هذا الخلاف وغيره التهديد الأكبر للعراق مع تراجع أعمال العنف الطائفية بعد أكثر من ست سنوات من الغزو الأميركي عام 2003. " المسؤولين الأميركيين يساورهم قلق متزايد من أن يؤدي الشقاق بين الأقلية الكردية والأغلبية العربية الى اندلاع العنف مجدداً " وقال غيتس أمس إن المسؤولين الأميركيين يساورهم قلق متزايد من أن يؤدي الشقاق بين الأقلية الكردية والأغلبية العربية الى اندلاع العنف مجدداً. وأبلغ جيف موريل السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الصحافيين أن غيتس عرض أن تقدم الولاياتالمتحدة "أي مساعدة في الإمكان لتسوية هذه النزاعات بالطريق السلمي". وهذه هي أول مرة ينتخب فيها الأكراد العراقيون رئيسهم بصورة مباشرة، وجرت الانتخابات من دون مشاكل كبيرة، وقال مسؤولو الانتخابات، إن نسبة الإقبال بلغت نحو 80 في المئة. شكوى واعتداءات وحصلت حركة "تغيير" المعارضة التي تتبنى الإصلاح على نحو مفاجئ على 23.8 في المئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية لكنها اشتكت من تلاعب واعتداءات من أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. وقال شمال عبد الله العضو الكبير في حركة تغيير إن تلك الأرقام تتناقض مع الرغبة الحقيقية للشعب الكردي وجاءت نتيجة تزوير منظم من الحزبين الحاكمين. وقال مسؤول من اللجنة الانتخابية الوطنية العراقية، إن هناك ثماني شكاوى خطيرة، ولكنها لن تؤثر على الأرجح على النتائج الإجمالية. وحصل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه البرزاني والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني على 57 في المئة من أصوات الناخبين.