طلبت منظمة الزراعة والأغذية الدولية "الفاو"، الأربعاء، 3,5 ملايين دولار لاتخاذ إجراءات عاجلة وتجنب أزمة إنسانية وغذائية وشيكة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وحذرت شبكة الإنذار المبكر ضد الكوارث أن شح الأمطار بالسودان يهدد الموسم الزراعي بالفشل. وأعربت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، ومقرها روما، عن قلقها في بيان جاء فيه "إثر استئناف المعارك بين القوات الحكومية والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، والتي أوقفت أبرز حملة زراعية، فإن المواد الغذائية المتوافرة في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان ستتقلص بشكل كبير". والمواجهات في المنطقة تصادفت مع فترة بين موسمين، فيما بلغت مخزونات السلع الغذائية لدى العائلات أدنى مستوياتها. ويحتاج نحو 235 ألف شخص على الأقل للمساعدة في هاتين المنطقتين، بحسب الفاو. ضياع الموسم والنيل الأزرق وجنوب كردفان، منطقتان رئيسيتان في إنتاج الذرة في السودان، لكن يبدو أن الموسم الزراعي فيهما سيضيع بسبب المواجهات الأخيرة والأمطار المتفاوتة. وفي جنوب كردفان، تعذّرت حملة زرع البذور لأن السكان أرغموا على الفرار في بدايتها. وفي ولاية النيل الأزرق، سمح اندلاع المعارك في وقت متأخر بزرع البذور. لكن السكان اضطروا إلى ترك مزروعاتهم. وتوصل فريق صغير من الفاو مؤلف من مواطنين يعملون في جنوب كردفان، إلى توزيع البذور والأدوات لعشرين عائلة في المناطق الأكثر هدوءاً. وتبذل الفاو جهوداً لنقل البذور إلى 20 ألف أسرة أخرى في جنوب كردفان و15 ألف عائلة في النيل الأزرق لزرع خضار الشتاء مكان موسم الذرة لهذه السنة. شح الأمطار في الأثناء، نشرت شبكة الإنذار المبكر ضد الكوارث، ومقرها الولاياتالمتحدة الأميركية، تقريرها السنوي حول معدلات الأمطار في شرق أفريقيا، وتحوي فقرة فيه، أن الأمطار في السودان كانت دون المعدّل في جميع ولاياته وأنها تأخرت حتى أواخر يوليو الماضي. وأضاف أن الأراضي التي زرعت حتى منتصف أغسطس الماضي بلغت 40% فقط من الأراضي التي تزرع سنوياً، بجانب اضطرار بعض المزارعين إلى إعادة زراعة أراضيهم بمحاصيل قصيرة الأمد عوضاً عن المحاصيل النقدية مثل السمسم بسبب تأخر الأمطار وقلتها. وتظهر صور الأقمار الصناعية المرافقة للتقرير، نقصاً كبيراً في كميات المياه التي تحتاجها المزارع بلغ 90% في بعض الأماكن وحتى المساحات المزروعة تحتاج إلى استمرار الأمطار حتى أواخر أكتوبر وبدايات نوفمبر حتى تنجح المزروعات، وهو أمر نادر الحدوث وغير متوقع. وأكد التقرير أن طيلة الفترة كانت معدلات الحرارة مرتفعة، ما يهدد المحاصيل الزراعية بالفشل.