قال الأكاديمي المصري؛ د. إبراهيم الخولي، أستاذ البلاغة والأدب والنقد، بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، إن اللغة العربية ستظل باقية طالما بقي القرآن الكريم يُتلى ويُرتل، مشدداً على اختلافها عن كل اللغات في علاقتها بين المجتمع وبقائه واستمراره. ووضح الخولي في محاضرة نظمها مركز البروفسور عبدالله الطيب بجامعة الخرطوم بالتعاون مع منتدى النهضة والتواصل الحضاري، أن اللغة بعيداً عن المصطلحات هي صورة عقلية للكون ترسم له صورة في عقل الإنسان مترابطة تصنف وتنظم فيها الأشياء. وقال إن اللغة تعد من أعظم إنجازات البشر في تاريخ الحضارات الإنسانية، ولولاها لظل العالم مفردات متناثرة في عقل الإنسان لا يجمعها جامع. وأشار الخولي إلى أن العربية تنفرد بأنها لغة دينية مقدسة وأن الالتزام بها ديناً قبل أن يكون بدافع القومية أو الولاء أو الانتماء. ووصف العربية بأنها المفتاح والوسيلة للقرآن الكريم وفي غيبتها ينفصل الإنسان العربي والمسلم عن القرآن انفصالاً كاملاً. وعاء الثقافة " الخولي يقول أن وحدة الأمة لن تتحقق إلا برباط وثيق وأن الهُوية تختلف من مجتمع لآخر، ومن المفترض أن تكون للمسلمين هُوية واحدة لأن مقومات وجودنا تلخص هذه الوحدة ولأن مرجعنا هو القرآن الكريم " ورأى الخولي أن اللغة هي وعاء الثقافة التي تعنى بدورها الشق الروحي المعنوي للحضارة. وفي تعريفه للهوية بين الخولي أنها تعني مجموعة من الأفكار والمعاني والمبادئ والقيم التف عليها الناس والتزموها وأصبحت تشخص الفرد والجماعة والمجتمع وتميزه عن سائر المجتمعات. وشدد على أن وحدة الأمة هي المقوم الأول لهويتها وإذا غابت فلا حديث عنها إلا من باب التمني والادعاء. وذهب الخولي إلى أن اللسان العربي إنما هو هُوية وثقافة لأن اللغة هي وعاء الثقافة والثقافة تعد الشق الروحي من الحضارة، واللغة تختزل الأفكار والقيم والمثل وغذاء العقل والروح والوجدان. وأضاف أن وحدة الأمة لن تتحقق إلا برباط وثيق وأن الهُوية تختلف من مجتمع لآخر، ومن المفترض أن تكون للمسلمين هُوية واحدة لأن مقومات وجودنا تلخص هذه الوحدة ولأن مرجعنا هو القرآن الكريم. اللسان العربي " عميد معهد عبدالله الطيب يقول أن الكثيرين لا يعرفون أن العدو يدرك قيمة العربية، فإسرائيل كانت تستعين بالعربية حينما لا تجد بالعبرية مفردات تدل على ما يريدون " وقدم المحاضرة التي جاءت بعنوان "اللسان العربي هُويةً وثقافةً" عميد معهد عبدالله الطيب للغة العربية؛ د. صديق عمر الصديق. وقال الصديق إن الأمم تموت بموت لسانها، لافتاً إلى أن الآشوريون لم يفنوا جسدياً وإنما فنيت لغتهم في الوقت الذي ظلت فيه العربية حاضرة تقاوم كل محاولات المحو والإبادة. وأشار إلى أن الكثيرين لا يعرفون أن العدو يدرك قيمة العربية، فإسرائيل كانت تستعين بالعربية حينما لا تجد بالعبرية مفردات تدل على ما يريدون. وتأسف الصديق على بعض ما قامت به جامعات في الخليج العربي من إلغاء أقسام اللغة العربية وتحويلها إلى أقسام للغات أخرى الأمر الذي واجهه البريطانيون بالسخرية وقالوا: "نعجب لأناس يلغون تدريس لغتهم ويهتمون باللغات الأخرى!!".