تدخل الكرة السودانية مع انطلاقة الموسم الجديد تجربة جديدة وخطيرة في ذات الوقت بعد قرار الاتحاد الدولي (فيفا) أن يكون موسم 2013 نهاية فترة السماح لكل الدول المنضوية تحت لواءه بتطبيق تجربة دوري المحترفين. وكان هذا القرار قد صدر في العام 2007 من خلال جمعية عمومية شهيرة بإجماع الأعضاء، ومنذ ذلك الوقت طبقت كثير من الدول القرار وأنزلت التجربة على أرض الواقع من خلال الدوريات وتنفيذ كل الشروط المطلوبة، بينما تعاملت دول عديدة مع القرار على طريقة (يوم وقفة العيد) بتطبيق التجربة وضربة البداية على الأبواب.. ونحن من هذه الدول التي لم تنتبه إلى وجود واقع جديد في ممارسة منشط الكرة إلا قبل فترة قصيرة. المسؤولون واللامبالاة وبسبب اللامبالاة من المسؤولين تعيش الكرة السودانية ربكة كبيرة لغياب المعلومة الصحيحة حول طبيعة الدوري الجديد (المحترفين) مع العلم أن الموسم الحالي 2012 يعتبر الموسم التجريبي للفكرة وهذا يعني أن تعيد الأندية ترتيب أوضاعها الإدارية والفنية وعندما يحل الموسم تكون الفكرة قد نضجت وصارت الممارسة سهلة بعد الكشف عن الجوانب التي لم تكتمل لمعالجة القصور بعد أن تنزل التجربة لأرض الواقع. ؛؛؛ بسبب اللامبالاة من المسؤولين تعيش الكرة السودانية ربكة كبيرة لغياب المعلومة الصحيحة حول طبيعة الدوري الجديد ؛؛؛ ولكن بكل أسف مازال الاتحاد العام لكرة القدم والأندية تتعامل مع الأمر وكأن 2013 تبقى له عشر سنوات، وهي مصيبة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى لأن عدم التعامل مع قرار دوري المحترفين بالجدية المطلوبة يعني أن كرتنا مهددة بالفناء. خاصة وأن دول قريبة منا مثل مصر كانت تنظر للتجربة بذات طريقة نظرتنا لها ولكن هذه النظرة تغيرت بالكامل وبدأت مرحلة التقييم الجاد والتي نلمسها من خلال تصريحات المسؤولين في الاتحاد المصري لكرة القدم. المدير الفني للاتحاد فتحي نصير الذي قدم، في تقديري، إفادات هامة تستحق التوقف عندها وعكس جزء منها لنفهم على الأقل كيف يمكن أن تنطلق تجربة المحترفين خاصة وأن هناك كثير من المفاهيم المغلوطة يتم التعامل معها عندنا على أنها الأساس الذي تقوم عليه التجربة، فقد ذكر الرجل أن دوري المحترفين المصري قد ينطلق الموسم القادم بعدد 10 أندية فقط، مذكراً بالشروط التي وضعها الاتحاد الدولي (فيفا) حتى يطلق على أي نادٍ لقب "نادي محترف" ولخصها في أهم ثلاثة شروط هي: 1- أن يملك هذا النادي شركة استثمارية خاصة به. 2- أن يكون له ملعب خاص يمكنه اللعب عليه في أي وقت. 3- أن يكون الملعب قريباً من مستشفى علاجية. شروط الأندية المحترفة وقال المدير الفني للاتحاد فتحي نصير: "بعد تطبيق هذه الشروط بجانب شروط أخرى فرعية اتضح أن لدينا 10 أندية فقط من ال19 نادياً التي تشارك في الدوري الممتاز للموسم الحالي وهم فقط من ينطبق عليهم اسم نادي محترف ويمكن لهم المشاركة في دوري المحترفين الموسم القادم. وواصل: "وال10 أندية هي الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري والاتحاد وسموحة وأنبي والجونة ومصر للمقاصة ووادي دجلة". وواصل المدير الفني للاتحاد فتحي نصير: "بقية الأندية مثل الأندية المنتمية للقوات المسلحة والشرطة إضافة إلى كل من تلفونات بني سويف وبتروجيت والإنتاج الحربي والمقاولون العرب وغزل المحلة لا تنطبق عليها شروط الأندية المحترفة حالياً". وعن موقف هذه الأندية قال نصير: سيتم عمل دوري جديد تابع للدوري الممتاز يكون اسمه دوري الدرجة الأولى للهواة وسيضم الأندية المنتمية للدوري الممتاز والتي لا ينطبق عليها اسم نادي محترف) انتهى. أهم جانب في تصريحات المسؤول المصري أنها كشفت بعض الجوانب المغلوطة عندنا في المفهوم للتجربة، ولعل ذلك يتضح بصورة مباشرة عندنا تجاه التفكير من البداية لتحويل الأندية لشركات مساهمة لترتفع درجة الخوف من ألا يحدث هذا التحول وبالتالي تنتهي كرة القدم في السودان لأن دوري المحترفين حسب الفهم لم يحقق أهم شروطه. ؛؛؛ الاتحاد العام السوداني لكرة القدم تعامله (مصيبة) بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى لأن عدم التعامل مع قرار دوري المحترفين بالجدية المطلوبة يعني أن كرتنا مهددة بالفناء ؛؛؛ شروط الاحتراف وهو مفهوم مغلوط لأن فكرة دوري المحترفين لا تطالب الأندية أن تتحول لشركات مساهمة ولكنها تطالب بفصل مال الفريق عن مال النادي أو مال الشركة ويمكن أن نقبل هنا رأي المسؤول المصري "أن يملك النادي شركة استثمارية خاصة به" والفرق كبير بين أن يملك النادي شركة خاصة به، وبين أن يتحول بكامله إلى شركة مساهمة، وقد يظهر هذا الفارق في أسماء بعض الأندية الجماهيرية المصرية التي أوردها في سياق حديثه وهي "الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري والاتحاد" من ضمن الأندية التي ينطبق عليها شروط النادي المحترف. بينما لم تنطبق الشروط على أندية مرتبطة بمؤسسات مثل "الجيش والشرطة والتلفونات" وحتى نادي مثل المقاولون العرب لاتنطبق عليه الشروط وهو كما نعلم مرتبط بشركة خاصة. وفي المقابل يمكن أن تنطبق شروط الاحتراف على كل أندية الدوري السوداني الممتاز إذا فصلت أموال الفريق عن مال النادي وفتح حساب في بنك وهو الشرط الأساسي في عملية التحول لنادٍ محترف وأن يوضع هيكل إداري منفصل للإشراف على مجمل العملية، وهذا الهيكل الإداري يقابله هيكل إداري بالاتحاد العام يشرف عليه هيكل مماثل بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) وكذلك بالاتحاد الدولي (فيفا) وتتم مراجعة الجانب المالي والرصيد المحدد في البنك باستمرار وفي اللحظة التي يعاني فيها النادي مالياً حسب الحسابات الموجودة يهبط إلى الدرجة الأدنى حتى ولو كان متصدراً المنافسة. من كل ذلك يتضح مدى الجدية في تطبيق التجربة من الاتحاد الدولي وهذا يتطلب الإسراع بتوفير الشروط المطلوبة للنادي المحترف ومتابعة التنفيذ مع المسؤولين وإلا غادرنا نهائياً عالم جميل اسمه كرة القدم.