استدعت وزارة الخارجية السودانية يوم الخميس القائم بالأعمال الأميركي بالخرطوم، لتحديد موقف الولاياتالمتحدة من مؤتمر أسطنبول لدعم السودان. وفي الأثناء رفضت الخرطوم اتهامات واشنطن لها بالعمل على تقويض دولة جنوب السودان. وطالب وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان الولاياتالمتحدة بتحديد موقفها بشكل واضح من مؤتمر أسطنبول لدعم السودان في نهاية مارس الجاري. وقال القائم بالأعمال الأميركي دينيس هانكنسن إن بلاده لديها ملاحظتين بشأن الترتيبات الخاصة بالمؤتمر بما يسهم في إنجاحه، وأوضح أن الوضع الإنساني في جنوب كردفان يمثل عائقاً أمام مشاركتهم في المؤتمر بالمستوى المطلوب. وأوضح هانكنسن أن الولاياتالمتحدة ما زالت تدرس الأمر ولم تحدد موقفها بعد بشكل نهائي. بدوره أبلغ وكيل الخارجية، القائم بالأعمال أن السودان ليس طرفاً في الدعوة والترتيبات التي تقوم بها كل من النرويج وتركيا والاتحاد الأوروبي بصفتها الدول المبادرة بالمؤتمر. وأشار رحمة الله إلى أن واشنطن عندما التزمت بدعم السودان عقب الانفصال لم يكن هناك تمرد بجنوب كردفان، وطالب واشنطن بتحديد موقفها بشكل واضح حتى يتم التعامل معها على ضوئه. السودان: المؤتمر سانحة في ذات السياق أبلغت الخرطوم يوم الخميس سفراء الدول المعتمدين لديها حرص السودان على إنجاح مؤتمر تركيا الذي يعقد أوخر الشهر الحالي بتمويل من النرويج، وصرح وزير الدولة بوزارة التعاون الدولي أحمد كرمنو أن المؤتمر سانحة للتعريف بالسودان. وأعلنت بريطانيا تقديم مساعدات للسودان لدعم مشروعات تنموية، تقدر قيمتها بنحو ثلثمائة مليون دولار لدعم الخدمات في مجالات الصحة والمياه والتعليم والحكم الرشيد وبناء القدرات والسلام. وقالت وزيرة التعاون الدولي السودانية إشراقة سيد محمود عقب مباحثات أجرتها مع نظيرها البريطاني بالخرطوم يوم الخميس إن الجانبين تطرقا خلال اللقاء إلى تطوير العلاقات الاقتصادية. وأكدت المملكة المتحدة دعم مشروعات التنمية في السودان بجانب تقديم استراتيجية عون جديدة للأربع سنوات القادمة بواقع خمسين مليون جنيه استرليني للعام. ونقلت إشراقة عن المسؤول البريطاني تأكيدات بدعم مؤتمر السودان في 23 و24 مارس الجاري بتركيا. الخرطوم تنتقد واشنطن إلى ذلك انتقدت وزارة الخارجية السودانية حديث وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن الحكومة تسعى لتقويض دولة جنوب السودان واتهامها لها بخرق نصوص اتفاق السلام في كلمتها أمام مجلس النواب الأميركي. وقالت كلينتون: "إن شعب جنوب السودان صوت مع الاستقلال، ومنذ ذلك الحين، يقوم السودان بجهد متواصل لتقويض وجود هذه الدولة". وزادت "يتعين أن يكون هناك اتفاق لإنهاء خلافات الحدود والنفط". واعتبر المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية العبيد مروح في تصريحات صحفية حديث كلينتون بأنه يعد في إطار الصراع ما بين الإدارة الأمريكية ومجموعات الضغط التي تبتز الإدارة الأمريكية لاتخاذ مواقف تجاه السودان. وقال مروح إن الموقف الأميركي يتكشف بالتدريج كلما اقتربت حمى الانتخابات، معرباً عن أسفه لاستجابة الإدارة الأميركية لهذه الضغوط. وقال إن الإدارة الأميركية اختارت أن تبقى علاقاتها مع السودان في إطار صراعها مع مجموعات الضغط.