اطلع اجتماع في القصر الرئاسي بالخرطوم يوم الأربعاء، ترأسه الرئيس؛ عمر البشير، ونائبه وعدد من الوزراء، على مخرجات مفاوضات أديس أبابا بين السودان وجنوب السودان، بينما كشفت صحيفة أميركية عن أزمة مالية "طاحنة" تتعرض لها دولة الجنوب. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية، وزير الإعلام؛ عبدالله مسار، إن الحكومة رحبت بما توصلت له المفاوضات حول الترتيبات الأولى والمواطنة بين الطرفين. وقرر الاجتماع، بحسب مسار، انخراط اللجان التي اقترحتها نتائج المفاوضات حول الترتيبات الأمنية وأوضاع المواطنين في الدولتين وترتيبات عقد قمة بين البشير وسلفاكير في اجتماعات فورية لبحث التفاصيل والتوصل إلى اتفاقات نهائية بشأن القضايا المطروحة. وأبان أن التفاوض حول النفط تم إرجاؤه إلى وقت لاحق تمهيداً لتهيئة الأجواء المناسبة له، كما أن اللجنة التي تقرر تكوينها لمتابعة ترتيبات عقد القمة الرئاسية ستنخرط فوراً في عملها، مشيراً إلى أن زمان ومكان الاجتماع لم يحددا بعد. وقال الوزير إن الاجتماع وضع مقترحات إيجابية من شأنها دفع التفاوض للوصول لنتائج مرضية، سيما وأن الدولتين تحتاجان للاستقرار وتبادل المنافع والجوار الإيجابي. تهديد صارخ إلى ذلك كشفت صحيفة ال"واشنطن تايمز" الأميركية أن الصراع القبلي والأزمة المالية الطاحنة التي تتعرض لها دولة جنوب السودان والوضع الإنساني السيئ، الذي تمر به، تمثل تهديداً صارخاً لاستقرار هذه البلاد عقب نحو ثمانية أشهر من إعلان استقلالها، ولا سيما مع قرارها بوقف تدفق النفط إلى السودان ما ألحق "الألم والأضرار" باقتصادها الضعيف. وذكرت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أن خلاف جوبا مع الخرطوم، والذي قررت حكومة الجنوب على إثره قطع تدفق النفط إلى مصافي التكرير السودانية على نحو أدى إلى تعثر أداء بل شل اقتصاد الدولتين، من شأنه أن يشعل فتيل صراع جديد بالقارة الأفريقية، ولا سيما مع توجيه الجنوب أصابع الإتهام إلى السودان بسرقة النفط وفرض رسوم باهظة على استخدام خطوط الأنابيب. ونوهت الصحيفة الأميركية إلى اتجاه جمهورية جنوب السودان إلى تغيير أولويات ميزانيتها العامة لتتمكن من رأب صدع المشاكل الاجتماعية التي تعصف بها بدلاً من توجيهها إلى مشاريع البنية التحتية. ثناء جنوبي وفي جوبا وصف رئيس وفد جنوب السودان إلى مباحثات أديس أبابا مع السودان؛ باقان أموم، الاتفاقين اللذين جرى التوقيع عليهما في العاصمة الأثيوبية بأنهما مهمان. وأشار باقان خلال مؤتمر صحفي عقده في جوبا، يوم الأربعاء، إلى أن القمة بين الرئيس السوداني؛ عمر البشير، ورئيس جنوب السودان؛ سلفاكير ميارديت، من شأنها معالجة القضايا العالقة. وتوقع باقان بأن تكون القمة مطلع الشهر المقبل في عاصمة جنوب السودان. وأشار إلى أن اللجنة الحالية للمباحثات شهدت سلاسة بين الجانبين، وأكد أهمية نزع فتيل التوتر بين الجانبين بهدف الوصول إلى حلول للقضايا العالقة. وتوصل السودان وجنوب السودان لمجموعة اتفاقات، وقعا عليها بالأحرف الأولى، يوم الثلاثاء، في العاصمة الأثيوبية؛ أديس أبابا، في إطار جولة المباحثات الثالثة لقضايا ما بعد الانفصال، وأرجئ التوقيع لقمة مرتقبة بين رئيسي البلدين في جوبا.