نصحت روسيا دولتي السودان وجنوب السودان بتنفيذ اتفاق أديس الذي تضمّن الحريات الأربع، مشددة على أنه يتفق مع مصالح الشعبين، لكنها نبّهت إلى وجود خلافات وسط النخب السياسية حول تسليم البشير إلى الجنائية حال زيارة الجنوب. وينتظر أن تنعقد قمة في جوبا بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير في الثالث من أبريل القادم، حسب وكالة الأنباء السودانية. ويصل الخميس وفد من الجنوب بقيادة باقان أموم للترتيب لها ومناقشة بنود اتفاق أديس. ولم تستبعد قيادات نافذة بحزب المؤتمر الوطني أن تكون دعوة الرئيس إلى جوبا مؤامرة مع الجنائية، مشككة في مواقف بعض قيادات جنوب السودان حول تأييدها للجنائية، واعتبرها غير مطمئنة، وقطعت بعدم سفر البشير إلى جوبا إذا لم تتوفر ثقة كاملة. لكن وزير الدولة برئاسة الجمهورية، أمين حسن عمر، قال لا نتوقع من جوبا القيام بذلك و"نحن لا نشغل أنفسنا بمثل هذه الأحاديث"، جازماً بأن الثقة متوفرة بين الدولتين. حرية التجول وقال المبعوث الروسي للسودان، ميخائيل مارغيلوف آذار، لوكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، نأمل أن يتم إبرام الاتفاقية الأساسية الموقعة بين السودان وجنوب السودان، مؤكداً أن الوثيقة تقضي بحرية التجول والإقامة واقتناء وبيع الممتلكات الخاصة من قبل مواطني البلدين". وقال مارغيلوف إن النخبة السياسية في جنوب السودان قد اختلفت في الرأي بهذا الشأن، فان لوكا بيونغ، رئيس الديوان الرئاسي في جنوب السودان، يرى أنه يجب اعتقال الرئيس السوداني بمجرد وصوله إلى جوبا، وذلك بمقتضى الحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية. وقال مارغيلوف "إن روسيا لا تتدخل في العمليات الجارية داخل السودان، لكن كان من المؤسف لو أحبطت طموحات هذا السياسي أو ذاك إبرام الوثيقة التي تتفق مع مصالح الشعب السوداني كله". ولفت مارغيلوف الانتباه إلى أن الاتفاقية تصب في مصلحة الطرفين لأنها تجعل العمال والتجار السودانيين الجنوبيين في الشمال يزاولون نشاطهم بشكل شرعي، مما يتماشى مع مصالح الجنوب والشمال، علماً بأن الخرطوم ستجني عائدات للميزانية يمكن مقارنتها مع عائدات النفط المصدر إلى خارج البلاد. طريقة سلمية وقال مارغيلوف: "لقد بذلت الأسرة العالمية جهوداً كثيرة من أجل أن يتم الفصل بين جنوب وشمال السودان بطريقة سلمية. وأما الاتفاقيات من هذا النوع التي تعزز الميزانيتين وتوطد سيادة الدولتين المستقلتين فيجب الترحيب بها". ويعتقد مارغيلوف أن الاتفاقية ستبرم حتماً لأن الخرطوموجوبا قد تعبتا من المواجهة. ولا يعني ذلك حلول الهدنة وإيقاف النزاعات المحلية فوراً. وعلى صعيد مواز، ذكر القيادي بالمؤتمر الوطني قطبي المهدي، للصحافيين، أن مواقف بعض الجنوبيين من تأييد كامل لعمل الجنائية غير مطمئنة، وأضاف: "سمعنا من قبل أن حكومة الجنوب لديها التزام دولي لذلك هي محل نظر"، وأردف: "إذا لم نطمئن لن يسافر البشير إلى جوبا". ونفى الوزير أمين حسن عمر، علم الدولة بأي نوايا للجنوب للقبض على البشير وتسليمه إلى الجنائية حال وصوله إلى الجنوب، وأضاف أن الثقة متوفرة بين الدولتين ولا نعتقد أن الجنوب سيُقبل على مثل هذا العمل".