دعت وزارة الخارجية الأميركية دولتي السودان وجنوب السودان، إلى وقف "جميع الأعمال العدائية" معربةً عن قلقها البالغ بشأن الأحداث الدائرة هناك. وأوصى مجلس الأمن بعقد قمة رئاسية بين البشير وسلفاكير. وطلبت الخرطوم اجتماعاً عاجلاً للاتحاد الأفريقي. وقالت وزارة الخارجية إنها ستصدر بياناً تدين فيه توغل قوات جنوب السودان في ولاية جنوب كردفان، وتجدد إدانتها للغارات الجوية التي تشنها الخرطوم على المناطق المدنية. وقالت هيلاري كلينتون رداً على سؤال حول تصاعد القتال على الحدود بين السودان وجنوب السودان: "نحن قلقون للغاية". وأضافت أن وزارة الخارجية ستصدر "بياناً يدين بشدة الهجوم العسكري والتوغل في ولاية جنوب كردفان السودانية من قبل عناصر الجيش الشعبي لتحرير السودان". اتصالات مكثفة وأضافت: "ندعو جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية". وأضافت أن مبعوث الأممالمتحدة، برنستون ليمان، على اتصال مع مسؤولي الأممالمتحدة ومسؤولين من الاتحاد الأفريقي، ويعتزم الاتصال بأطراف النزاع. وأكد السودان أن الجنوب هاجمه في ولاية جنوب كردفان للاستيلاء على حقل هجليج النفطي. واتهم جنوب السودان، الثلاثاء والأربعاء، الجيش السوداني بقصف أراضيه مجدداً في منطقة حدودية غنية بالنفط ومتنازع عليها. وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة حول أبيي والتوتر بين السودان وجنوب السودان، حيث استمع أعضاء المجلس إلى إفادة من مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام، إدموند موليه. وتلقى أمين عام الأممالمتحدة، بان كي مون، اتصالاً هاتفياً من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ناقشا خلاله التصعيد الأخير في الصراع بين الدولتين الجارتين. تهدئة الوضع " السودان تقدم بشكوى شديدة اللهجة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم الذي نفذته قوات دولة جنوب السودان وتوغلها داخل الأراضي السودانية " وأوصى الأمين العام خلال المكالمة بأن تكون الأولوية الفورية قبل الشروع في مناقشة أسباب التصعيد لتهدئة الوضع وتجنب المزيد من إراقة الدماء. وحث الأمين العام على النظر في عقد قمة رئاسية فوراً لبناء الثقة وطمأنة مواطني جنوب السودان والسودان إلى أن السلام والحوار هما الخيار الوحيد أمام الجانبين. كما تحدّث الأمين العام أيضاً مع الممثل الدائم للسودان لدى الأممالمتحدة، دفع الله الحاج عثمان، وحث الخرطوم بشدة على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من العمل العسكري. وتقدم السودان بشكوى شديدة اللهجة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم الذي نفذته قوات "الحركة الشعبية" التابعة لدولة جنوب السودان وتوغلها داخل الأراضي السودانية، مطالباً حكومة الجنوب بالانسحاب الفوري من كل الأراضي السودانية وتحميلها المسؤولية الكاملة عن أي خسائر. سلوك متقلّب وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية، السفير العبيد أحمد مروح، إن مشكلة السودان الأساسية تكمن في أن سلوك دولة جنوب السودان لا يمكن التعرف إليه لأنها حتى الآن لا تتصرف كدولة، الأمر الذي يقلق المجتمع الدولي في طريقة التعامل معها وكل الذي يتم سلوك لمجموعة غير راشدة لا تلتزم بالمواثيق الدولية. وأكد هجوم قوات من دولة جنوب السودان على الأراضي السودانية الشمالية بأنه اعتداء دولة على دولة، وهو أمر ترفضه القوانين الدولية. وأفاد بأن وزارة الخارجية السودانية بدأت تحرّكات دولية مكثفة شملت الأممالمتحدة وتقديم شكوى للاتحاد الأفريقي وطلب اجتماع عاجل لمجلس الأمن والسلم الأفريقي لإطلاعه على ما تم، خاصة أن الاتحاد الأفريقي يقوم بالوساطة، وتم إبلاغ منظمة الإيقاد بما حدث.