أصدر الرئيس السوداني عمر البشير توجيهاً للجهات المختصة بإيقاف الرقابة القبلية على الصحف ابتداءً من أمس، وأكد أن الصحافة تعد المؤثر الأول على الرأي العام وأداة مهمة لإصلاح المجتمع، وأشاد بميثاق الشرف الصحفي لتطوير المهنة. وعبر البشير خلال لقائه ببيت الضيافة الأحد، بآلية ميثاق الشرف الصحفي، تقديره للجهود التي بذلت لصياغة الميثاق وتطوير مهنة الصحافة. وأكد رئيس الجمهورية أن الصحافة تعد المؤثر الأول على الرأي العام وأداة مهمة لإصلاح المجتمع. وأكد وزير الإعلام والاتصالات السوداني الزهاوي إبراهيم مالك أن لحظة رفع الرقابة عن الصحف تعد لحظة تاريخية ويوماً مباركاً في تاريخ البلاد، مشدداً على أن ميثاق الشرف يعد ملزماً للصحفيين وسيعرض على الجمعية العامة للاتحاد العام للصحفيين السودانيين لإجازته والالتزام به بصورة متكاملة، وأضاف: "بصدور ميثاق الشرف اكتملت كل حلقات قانون الصحافة والمطبوعات لهذا العام". الميثاق انطلاقة للتحول الديمقراطي أكد رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات البروفيسور علي محمد شمو أن الميثاق يعد انطلاقة لمرحلة التحول الديمقراطي والانتخابات والحراك السياسي الذي لا يمكن أن يحدث إلا في وجود صحافة حرة تعبر عن الآراء والمذاهب المختلفة. وعبر شمو عن سعادة مجلس الصحافة بالميثاق، وأضاف أنه سيقلل من الأعباء على المجلس وسيسهم في معالجة المخالفات التي يعد أغلبها إدارياً وخالياً من النوايا السياسية، مشيراً الى خطورة الكلمة الصحفية وما يترتب عليها، داعياً رئاسة الصحف لإحكام العمل تفادياً للأخطاء، وقال إن الميثاق يعد مبادرة أخلاقية ومهنية من الصحفيين دون تدخل أية جهة أخرى، مؤكداً أن الالتزام به يمثل سداً لكل أشكال الرقابة على الصحف. تدعيم أركان الحريات الصحفية " الاتحاد العام للصحفيين السودانيين أكد حرصه على تعزيز الحريات وتوفير المناخ الملائم للصحافة، وعبر عن رضائه برفع الرقابة القبلية "من جهته، أكد الأمين العام للاتحاد العام للصحفيين السودانيين الفاتح السيد حرص الاتحاد على تدعيم أركان الحريات والمساهمة في توفير المناخ الملائم لأداء الصحافة لدورها ورسالتها الوطنية بمسئولية، وعبر عن سعادته برفع الرقابة القبلية عن الصحف. وقال الفاتح: "لقد أصدرنا العديد من البيانات سابقاً من أجل ذلك لإدراكنا لأهمية ودور الصحافة في تبصير المواطن وإيصال المعلومة له". وأضاف: "ندرك أن رفع الرقابة عن الصحافة سيلقى بالمسئولية على الأطراف ذات الصلة كافة، مؤكداً أهمية دعم الدولة للصحافة ومدخلاتها. إلى ذلك، أكد رئيس تحرير صحيفة الخرطوم فضل الله محمد وعضو آلية تنفيذ ميثاق الشرف الصحفي أن الميثاق وتنفيذه يعتبر الضامن الوحيد لصحافة راشدة وحرة ومسئولة، وأضاف أن الآلية لا تعد رقيباً ولا بديلاً لأي رقابة وإنما جهة للمشورة والنصح وترشيد العمل الصحفي. لقاء آلية ميثاق الشرف الصحفي وكان الرئيس السوداني التقى آلية ميثاق العمل الصحفي التي تضم وفد الاتحاد العام للصحفيين السودانيين برئاسة أمينه العام الفاتح السيد ووفد مجلس الصحافة والمطبوعات برئاسة البروفيسور علي شمو وعدد من رؤساء تحرير الصحف بحضور مستشار رئيس الجمهورية للشئون القانونية فريدة إبراهيم ووزير العدل عبدالباسط سبدرات ووزير الإعلام والاتصالات الزهاوي إبراهيم مالك ورئيس جهاز الأمن الوطني الفريق محمد عطا. يذكر أنه تصدر في السودان يومياً نحو 30 صحيفة باللغتين العربية والإنجليزية، تمثل مختلف التيارات السياسية من شيوعية وإسلامية وموالية للحكومة. " القانون ينص على أن يدفع الصحافيون غرامات تحددها المحاكم إذا أدينوا بانتهاك هذه الخطوط الحمراء " وتبنى النواب السودانيون في يونيو الماضي قانوناً يضمن "حرية الصحافة"، لكنه يحظر على الصحف "التسبب بالانشقاق الديني والعرقي أو التحريض على الحرب وأعمال العنف"، ويلزمها باحترام "القيم الدينية" و"الأخلاق العامة". وينص القانون على أن يدفع الصحافيون غرامات تحددها المحاكم إذا أدينوا بانتهاك هذه الخطوط الحمراء، ومع أنه يضمن "حرية الصحافة"، إلا أن هذا القانون لم ينه الرقابة التي تمارسها أجهزة الاستخبارات. ويأتي مرسوم الرئيس عمر البشير ليضع حداً لها كما يطالب بذلك الناشرون وأحزاب المعارضة.