لم تحظ مدرسة الشهيد نزار بريفي نهر النيل بقرع جرس العام الدراسي لأنها أصبحت خاوية على عروشها وتم توزيع طلابها للقرى المجاورة وسط احتجاجات كبيرة من الأهالي الذين أكدوا تحديهم للسلطات ونصب "راكوبة" تأوي أبناءهم. والتف مواطنو قرية الخليوة بريفي محلية عطبرة حول المدرسة ممسكين بأبنائهم وتنتابهم حالة عارمة من الغضب، مما دفعهم لتهديد السلطات بالاستمرار في المنطقة "وإن لم ترضى السلطات". وأبدى مواطنو القرية انزعاجاً كبيراً من قرار نقل الطلاب لمدارس أخرى، مؤكدين أن تجفيف المدرسة ذات المستوى الجيد لا يخلو من شبهة فساد، وأنه تم استخدام الختم لأغراض تجارية قادت المدرسة إلى هذه النهاية المأساوية. واتهم مزمل عوض من اللجان الشعبية، إدارة المدرسة بالتلاعب بختم المدرسة لأغراض تجارية أدت إلى رهن المدرسة، وأدان صمت السلطات إزاء ما يحدث للمدرسة الذي يلقي إغلاقها بظلال قاتمة على مستقبل التلاميذ. وأكد نسوة تجمهرن أمام المدرسة تزامناً مع انطلاق العام الدراسي للشروق، أنهن لن ينفذن القرار وسيدرسن أبناءهن بالقرب من المدرسة، مؤكدين أنهن سينصبن "راكوبة" لتعليم أبنائهن، وقالت إحداهن سنستمر في تدريسهم "غصباً عن عينهم"، مطالبةً بالتحقيق العاجل مع المدير. تضارب الأسباب لكن يبدو أن هناك تضارباً كبيراً حول أسباب تجفيف المدرسة بين السلطات والأهالي، ونفى المدير العام لوزارة التربية والتعليم، عبدالرحمن بحر، أن تكون المدرسة أغلقت نتيجة لفساد مالي وأرجع القرار إلى أن مبانيها متهالكة وآيلة للسقوط، ما يشكل خطراً على الطلاب. وأضاف أن توزيع التلاميذ سيكون مؤقتاً إلى حين إجراء صيانة كاملة للمدرسة التي تتوسط قرية الخليوة ريفي محلية عطبرة. وبدأ العام الدراسي الجديد بولاية نهر النيل وسط ظروف اقتصادية قاسية تمر بها الحكومة، لكن الوالي الهادي عبدالله شدد على أنها لن تلقي بظلال قاتمة على مسيرة التعليم، متحدياً أن يكون العام الحالي أفضل من سابقه. وسبقت الولاية العام الدراسي بتحضيرات جيدة "الكتاب والتجليس وتدريب المعلمين وتهيئة البيئة المدرسية والتعليمية"، لكن بعض الأسر هناك واجهت معوِّقات مالية للتجهيز للسنة الجديدة من ملابس ورسوم. وقال الوالي إن العام الجديد سيكون أحسن من السابق وإن حكومته ستبذل قصارى جهدها حتى لا تجعل الأزمة الاقتصادية تؤثر على مسيرة التعليم بالولاية، وقال سيكون عاماً مميزاً.