قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن هنالك تحديات كبيرة تهدد الاستقرار والازدهار بجنوب السودان، لافتة إلى أن "زيادة القتال والنزاع مع السودان والمصاعب الاقتصادية" تهدد بضرب الأساس الذي يبنى عليه مستقبل الدولة الأفريقية حديثة التكوين. ويصادف اليوم الإثنين "التاسع من يوليو" ذكرى استقلال دولة جنوب السودان، ويرى مراقبون أنها لا تزال تعاني أزمات اقتصادية وأمنية. لكن كلنتون أكدت في بيان يوم الأحد "أن الجنوب أحرز تقدماً كبيراً "وبذل جهداً مقدراً خلال السنة الماضية لبناء بنى حكومية وإطار قانوني أساسي، وعمل لتوفير الأمن والمحاسبة واحترام حقوق الإنسان مثير للإعجاب". ونبهت إلى "وجود العديد من التحديات الماثلة أمام الدولة الوليدة من بينها النزاع والمسائل العالقة مع السودان والتوتر الداخلي الإثني، مؤكدة أن الشعب في جنوب السودان أظهر قدرته على تخطي الصعاب". بداية جديدة وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية عن أملها في أن تستخدم هذه البداية الجديدة لشعب جنوب السودان كفرصة لبناء بلد يجسد قيم شعبه وتطلعاته". ويحتفل جنوب السودان بمرور عام على الاستقلال ولم يكن العام الأول لاستقلال جنوب السودان سهلاً على الدولة الوليدة، بل شهد مواجهات عسكرية دموية على الحدود مع الشمال. وعانى من أعمال العنف الداخلية التي عصفت بالعديد من أقاليمه، إلى توقف إنتاج النفط الذي يشكل العمود الفقري لاقتصاد هذا البلد. وفي الخرطوم تباينت رؤى إعلاميين وسياسيين مواطنين حول المكاسب والخسائر التي حققها الانفصال، وبينما يرى الإعلامي البارز محجوب محمد صالح "أن الجنوب لم يكسب شيئاً والشمال خسر"، قال الطيب مصطفى أحد دعاة الانفصال إن السودان لم يخسر والجنوب غرق، مضيفاً "استأصلنا السرطان ونعيش فترة نقاهة". دولة فقيرة " القيادي بالحزب الإتحادي الديمقراطي علي السيد: الانفصال كارثة وأول ذكرى تمر عليه تحري الحقائق بالبلدين وتؤكد انه تسبب في خسائر كبيرة " ولا يزال جنوب السودان إلى اليوم من أكثر دول العالم فقراً، إذ يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر، مما يزيد المخاوف من حدوث أزمة غذائية واسعة تطال مناطق البلاد كافة. وأكد صالح لجريدة الصحافة السودانية الصادرة يوم الإثنين أنه لا يرى مكاسب لأي الطرفين، مضيفاً "أصبحنا بعد تحقيق الانفصال مواجهين بخطر فشل دولتين"، وتابع إن كان هذا ارتفاع في درجة التشاؤم لحدود يصعب تبريرها إلا أن هنالك أسباب قادت إلى هذا الاعتقاد. واعتبر مصطفى أن الشمال يمر بفترة نقاهة ولم يخسر سوى الأزمة الاقتصادية وسيتم تجاوزها، لكن الجنوب يعيش حالة من عمى البصيرة والحقد ولاهم لهم سوى الانتقام من السودان، مؤكداً أن الجنوب يغرق بصراعاته القبلية وأن الحل لاستقرار الجنوب الإطاحة بالحركة الشعبية. ووصف القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي علي السيد الانفصال بأنه كارثة بحق وأن أول ذكرى تمر على هذا الحدث تعري الحقائق بالبلدين، وتؤكد أن الانفصال تسبب في خسائر كبيرة للبلدين، مضيفاً "لا أجد أي كاسب". وأكد السلطان جيمس دينق أن الانفصال ليس نهاية المطاف ويمكن إعادة الوحدة ونحن كجنوبيين نرغب في الوحدة وندعو الرئيسين لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه لإنقاذ شعوب الدولتين وتجاوز الأزمة الاقتصادية.