النوبيون في كينيا: الماضي والحاضر، هذا ما يسعى إلى رصده المصور الفتوغرافي جريج قسطنطين الحاصل على الجائزة الأميركية في التصوير من خلال تتبع أصول النوبيين في كينيا، والذين تعود هجرتهم في ثمانينيات القرن التاسع عشر عندما تم دمج الجيش السوداني في الجيش البريطاني المتواجد في كينيا. النوبيون وأسرهم ظلوا في كينيا، وفي العام 1912 خصصت الحكومة البريطانية مساحة تقدر ب(4197) هكتار لإعادة استقرارهم، وفي العام 1917 نشرت الحكومة البريطانية على الجريدة الرسمية أن تلك الأرض للسودانيين وعائلاتهم. كيبيرا أطلق النوبيون على الأرض التي خصصت لهم والتي تقع خارج نيروبي اسم (كيبيرا) وهي تعني أرض الغابة. ؛؛؛ النوبيون كانوا يحملون جوازات سفر بريطانية وشهادات ميلاد بريطانية تؤكد أنهم مواطنون بريطانيون، وبعد الاستقلال أصبحوا واحدة من المجتمعات غير المرئية وغير الممثلة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ؛؛؛ قام النوبة بدورهم في الدفاع عن كينيا وشرق أفريقيا من خلال الخدمة في كتائب بنادق الملك الأفريقي في الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا، وفى الحرب العالمية الثانية في مواقع مثل الصومال والحبشة ومدغشقر وبورما. أقيم مؤخراً معرضاً للصور الفوتوغرافية في بوكوتو بالعاصمة اليوغندية كمبالا لإحياء التاريخ والنضال المشترك للمجتمع النوبي، الذي عاش في كيبيرا خلال السنوات المئة الماضية، المعرض جاء تحت عنوان: النوبيون في كينيا: الماضي والحاضر، والذي نظم بواسطة جريج قسطنطين ومركز الخاتم عدلان للتنوير والتنمية الإنسانية. الصور بالأبيض والأسود صورت الحياة اليومية للنوبيين في كيبيرا أحد أكبر الأحياء الفقيرة في أفريقيا. قدمت صالة ميش ماش بكلولو بكمبالا بالتزامن مع المعرض الفتواغرافي صوراً مختارة أظهرت مراسم الزواج التقليدية للنوبيين والأزياء التقليدية لنساء النوبة التي تسمى (قوربابا) والتجمعات الأسرية وصور لجمع القمامة والأكشاش ومراسم دفن الموتى والأحداث الرياضية. نوبيون بريطانيون المصور قسطنطين عمل مع مجتمع النوبة في كيبيرا لجمع صور نادرة وتاريخية تعود إلى تاريخ بعيد قد يصل إلى العام 1912. المجموعة المختارة من الصور أعيد طباعتها وضمنت مع الصور الخاصة لقسطنطين في المعرض الذي لم يكتف فقط بعرض التسلسل التاريخي للنوبة في نيروبي ولكنه وثق كذلك لتداعيات حالة عدم الحصول على المواطنة والنضال من أجل الاعتراف بهم. ويقول قسطنطين إنه قبل استقلال كينيا كان النوبيون يحملون جوازات سفر بريطانية وشهادات ميلاد بريطانية تؤكد أنهم مواطنون بريطانيون. وبعد الاستقلال أصبحوا واحدة من المجتمعات غير المرئية وغير الممثلة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. ؛؛؛ (كيبيرا) هو الاسم الذي أطلقه النوبيون على الأرض التي خصصت لهم وتقع خارج نيروبي وتعني أرض الغابة ؛؛؛ ظل النوبة ينازعون الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال حول ملكية الأراضي في كيبيرا. ولم يتمكنوا من المشاركة الكاملة في المجتمع الكيني. بالإضافة إلى نضالهم من أجل تأمين حقوقهم في الأرض، والحصول على وثائق مهمة في الحياة اليومية مثل بطاقات الهوية الوطنية وجوازات السفر. ويضيف قسطنطين أن المعرض جاء بهدف تعريف الناس بتاريخ النوبة في كيبيرا وإسهامهم في التنمية بكينيا ومساعدتهم للترويج لتراث غني ودينامكي القليلون جداً يعرفونه. المعرض الذي سبق أن أقيم في العام 2010 بنيروبى وفي كيبيرا انتقل إلى لندن ونيويورك، وبجانب المعرض أقيمت سلسلة من الفعاليات وسط النوبيين بيوغندا وفي شرق أفريقيا، وجرى النقاش حول الأمة في أفريقيا وخصوصاً النوبة في كينيا وغيرهم من المجتمعات بشرق أفريقيا التي تناضل من أجل حقوق المواطنة. المقال منشور بصحيفة ذا ايست أفريكان الكينية بتاريخ 16 يونيو 2012