حذَّر كمال عبيد رئيس وفد الحكومة للمفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، من أن الحصول على السلام بأي ثمن يعني الحرب، واعتبر المفاوضات الحالية فرصة للتصحيح والحسم النهائي بفك الارتباط سياسياً وعسكرياً بين المتمردين وجنوب السودان. وأكد رئيس وفد التفاوض الحكومي حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان للصحافيين، أن الوفد أجرى اتصالات مع مختلف قيادات القوى السياسية في الحكومة والمعارضة كان آخرها مع زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، والهيئتين البرلمانيتين للمنطقتين. وأشار إلى حصولهم على تأييد بالمضي قدماً على ذات النهج الذي اخطته جولة التفاوض الاستكشافية التي تمت حول المنطقتين، وأكد تلخيص خلاصة اللقاءات في وثيقة مشتركة حول محددات التفاوض، وسيتم عرضها على المكتب القيادي للمؤتمر الوطني للنظر في إجازتها. وكشف عبيد عن عزم وفد التفاوض على القيام بجولات ميدانية بالنيل الأزرق وجنوب كردفان للالتقاء بالقواعد والفعاليات المختلفة لتنويرها بموجهات التفاوض حول قضايا المنطقتين ارتكازاً على اتفاق السلام الشامل والبرتكولات الموقع عليها. ونوه إلى اتفاق مع الوساطة على إمكانية إعادة تشكيل الوفد الحكومي فى المراحل القادمة حسب الملفات، ما يتيح إضافة قيادات من أبناء المنطقتين للوفد المفاوض. ضد التنازلات " عبيد يؤكد أن الوفد استند في اتفاقه مع قطاع الشمال على عكس التجارب المريرة والسالبة التي عاشها السودان من استغلال المساعدات الإنسانية في إطالة أمد الحرب ودعم التمرد سياسياً ودبلوماسياً "وأكد عبيد أنه لا سبيل لتكرار تقديم المزيد من التنازلات عن قضايا أساسية من أجل تحقيق السلام لم تأت بنتائج إيجابية، وقال: "نسعى لتحقيق اتفاق جاد كاتفاق الشرق يقوم في المقام الأول على فك الارتباط سياسياً وعسكرياً بالجنوب"، مشيراً إلى أن التساهل مثل سبباً رئيساً في انهيار عمليات السلام في اتفاقات سابقة. وقال إن السعي من أجل الحصول على السلام بأي ثمن يعني الحرب، مشيراً إلى أن الظروف التي تفاوض فيها الحكومة حالياً تمثل فرصة للتصحيح والحسم النهائي للقضايا. واستعرض عبيد تفاصيل الحوار الذي قاده الوفد في مواجهة الحركة الشعبية والوساطة على مستوى الملف الإنساني، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه أكد سيادة الدولة على أراضيها وأبعد هذا الملف مع محاولات الاستغلال السياسي والعسكري. وأوضح أن الوفد استند في ذلك على عكس التجارب المريرة والسالبة التي عاشها السودان من استغلال المساعدات الإنسانية في إطالة أمد الحرب ودعم التمرد سياسياً ودبلوماسياً. وزاد: "من غير الوارد إدخال الحركة الشعبية في أي عمل إنسانى بالمنطقتين". تقارير "الوطني" واستمع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه، ليل الأربعاء، برئاسة نائب رئيس الحزب د. نافع علي نافع وبحضور النائب الأول للرئيس، علي عثمان محمد طه، لتقارير مفصلة حول المفاوضات التي جرت مع جنوب السودان، ومع قطاع الشمال حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بأديس أبابا. وقال نافع لوكالة السودان للأنباء عقب الاجتماع إن التقارير شملت تقريراً حول اتفاق البترول وارتباطه بالترتيبات الأمنية قدمه رئيس الوفد إدريس عبدالقادر، مشيراً إلى توقع أن يبدأ الحوار حول بقية القضايا العالقة في الجولات القادمة بين الدولتين. وجدد المكتب القيادي -وفقاً لنافع- ارتباط إنفاذ اتفاق البترول بالاتفاق على الملفات الأخرى وعلى رأسها الترتيبات الأمنية. وأشار إلى أن المكتب القيادي استمع كذلك لتقرير من رئيس وفد التفاوض حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان كمال عبيد حول نتائج الجولة الاستكشافية بأديس أبابا. وتوقع أن تشهد الجولة القادمة بداية حقيقية للتفاوض.