أنهى حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، مؤتمره العام الثالث اليوم السبت، واعتمد الرئيس عمر البشير رئيساً له ومرشحاً لانتخابات الرئاسة القادمة، وأكد التزامه بقيام انتخابات حرة ونزيهة والمضي قدماً في تنفيذ اتفاقيات السلام. وقال البيان الختامي للمؤتمر، إن الحزب سيستمر في سياسة خارجية تقوم على الاحترام المتبادل والحفاظ على سيادة الدولة واستقلال قرارها والتعاون مع المجتمع الدولي لما فيه مصلحة الشعوب. وشدد على المضي قدماً في تطبيق التزامات السلام في الجنوب والسعي للتوصل الى حل سلمي لمشكلة دارفور وترسيخ دعائم الاستقرار في جميع أنحاء البلاد. وأشار البيان الى تواصل سياسات النهضة الاقتصادية وبناء البنى التحتية في أنحاء السودان. نموذج للديمقراطية الراشدة " الرئيس السوداني يشدد على أهمية قيام الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في موعده المحدد عام 2011 المقبل "وقال البشير في كلمته أمام الجلسة الختامية، إن المؤتمر الوطني يقدم النموذج للحرية والديمقراطية الراشدة التي تحقق الاستقرار السياسي والأمني في السودان. ووجه الشكر لجميع القوى السياسية المشاركة في المؤتمر والوفود الخارجية. وقال إن مشاركة القوى السياسية في مؤتمر حزبه جاءت لترسخ مفهوم الوحدة الوطنية. وجدد الرئيس البشير تعهداته ببذل كل غال ونفيس حتى يعود إقليم دارفور الى سيرته الأولى أرضاً للتعايش بين مكوناته المختلفة. وشدد البشير على أهمية قيام الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في موعده المحدد عام 2011 المقبل. وأكد التزامه بقيام الانتخابات في موعدها في شهر أبريل المقبل كاستحقاق دستوري مهم. وقال إن لكل الجنوبيين الحق في التصويت على الاستفتاء. وأضاف: "نحن كمؤتمر وطني ملتزمون إذا انفصل الجنوب بطريقة هادئة أن نكون أول من يؤيد دولة الجنوب إذا كان ذلك اختيار الجنوبيين". المزايدة السياسية بالاستفتاء مرفوضة ومن جهته، قال نائب رئيس الحزب للشؤون السياسية والتنظيمية د. نافع علي نافع في مؤتمر صحفي بمقر الحزب اليوم، إن حزبه يرفض المزايدة السياسية حول الاستفتاء للجنوب، مشيراً الى أنه ليس موضوعاً يخص حزباً بعينه. وطالب بعدم المزايدة السياسية على موضوع الاستفتاء. ورأى أن القضايا الجوهرية للوطن بدأت تدخل مجال التحالفات والترضيات. وقال نافع إن قضية حزبه الرئيسية هي أن يظل السودان موحداً وحراً ومستقلاً في توجهه وعلاقاته السياسية. وأضاف قائلاً: "هذه أيضاً كانت قضية المؤتمر العام الثالث للمؤتمر الوطني". واعتبر أن هذا المؤتمر سيكون له ما بعده بخصوص استعدادات الحزب لعمليتي الانتخابات والاستفتاء التي سيعمل لأن تكون حرة ونزيهة وشَفّافة. اتفاقية السلام أهم إنجاز ومن جانبه، قال نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان أمام الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني، إن اتفاقية السلام الشامل ستظل هي أهم إنجاز لشريكي الحكم في السودان. ولفت الى أن البلاد تواجه في الوقت الراهن قضايا مصيرية، وهي تعيش فترة انتقالية صعبة. وأوضح عرمان أن قضايا تقرير المصير والتحول الديمقراطي وأزمة دارفور، الى جانب تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام قضايا مترابطة تحتاج الى نظرة من كل القوى السياسية السودانية. وهنأ نائب الأمين العام للحركة الشعبية، المؤتمر الوطني بانعقاد مؤتمره العام الثالث، وقال إنه جاء نيابة عن قيادة الحركة ورئيسها الفريق سلفاكير ميارديت. وأوضح أن هناك ظروفاً موضوعية حالت دون حضور الحركة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. "الشيوعي" يعتبر المؤتمر خطوة إيجابية وفي السياق ذاته، اعتبر سكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد، أن انعقاد المؤتمر العام الثالث للمؤتمر الوطني يعد خطوة إيجابية في طريق الوحدة الوطنية ودعم منهج الحوار السياسي التفاوضي لحل مشاكل السودان. ودعا نقد خلال مخاطبته الجلسة الختامية للمؤتمر اليوم الى بذل الجهود لتوحيد كل اتفاقيات السلام في برنامج سياسي وطني واحد لحل مشاكل السودان. وقال: "يجب العمل على تهيئة الأجواء لحل مشكلة دارفور عبر الحوار وإشراك المجتمع السوداني بما يدفع عملية التفاوض مع الحركات الدارفورية بالدوحة". وأشار الى الإمكانات التي يذخر بها السودان. وقال هناك فرصة كبيرة لعمل قومي لطرح مشاكل البلاد للوصول الى حلول. ودعا سكرتير الحزب الشيوعي طرفي نيفاشا للاتفاق وعقد لقاء مع القوى السياسية لإيجاد الحلول لمشاكل السودان. وطالب بعقد مؤتمر اقتصادي لمناقشة قضايا المعيشة.