أعلن الرئيس السوداني عمر البشير رسمياً أنه لن يترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة عام 2015، وأن مشاورات تجري داخل حزب المؤتمر الوطني لاختيار مرشح جديد، وسارع حزبه في إعلان النبأ لنفي احتمال حدوث أزمة بسبب خليفة البشير. وأعاد الرئيس البشير في حوار أجرته معه صحيفة "الراية" القطرية ونشر بالتزامن مع العديد من الصحف العربية والسودانية، يوم الأربعاء، تأكيد عدم ترشحه للرئاسة مجدداً، وقال "هذا موقف ثابت إن شاء الله، والآن تجري المداولات داخل المؤتمر الوطني لكيفية تقديم مرشحهم في منصب الرئاسة والذي سيكون بعد عامين بالضبط، حيث ستجرى الانتخابات ولديهم الوقت الكافي لترتيب أوضاعهم". وأضاف "نحن أمضينا كم وعشرين سنة وهي أكثر من كافية في ظروف السودان والناس يريدون دماءً جديدة ودفعة جديدة كي تواصل المسيرة إن شاء الله". الوطني ينفي الأزمة " البشير: ليس للمتهمين في المحاولة الانقلابية ارتباط بأي جهة خارجية، وبدأت المحاكمة العسكرية لهم، حيث عقدت الجلسة الإجرائية الأولى وتتواصل ونحن ننتظر نتيجة المحكمة " ومن جهته، نفى حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، أن يكون الحزب مواجه بصعوبات تجاه اختيار خليفة لرئيس الجمهورية لخوض الانتخابات القادمة. وقال رئيس القطاع التنظيمي بالحزب المهندس حامد صديق لسنا في ورطة بسبب اختيار خليفة للرئيس وحزبنا صفوفه مشبّعة بالقيادات على مستوى المركز والولايات، وليست لديه مشكلة في آليات اختيار القيادة. وأضاف لدينا مكتب قيادي به 45 قيادياً وهناك 17 مكتباً قيادياً بالولايات لذلك لا يمكن أن نكون في ورطة لاختيار البديل. وعلى صعيد آخر نفى البشير أن يكون للمتهمين في المحاولة الإنقلابية "ارتباط بأي جهة خارجية فهي عناصر سودانية، وبدأت المحاكمة العسكرية لهم، حيث عقدت المحكمة الجلسة الإجرائية الأولى وتتواصل ونحن ننتظر نتيجة المحكمة". وأشار البشير إلى أن الذين وقعوا وثيقة الفجر الجديد "الآن تراجعوا عنها وأنكروها، فأصبحت كما نقول ولد الحرام كل الناس ناكرينه". الملفات مع مصر وحول استقرار علاقات بلاده مع دول الجوار وهل الملفات العالقة معها حُلت جميعها ولم تعد هناك منغصات في العلاقات، قال البشير: "نحن نقول إنه حتى الآن مع إخواننا مثلاً في مصر لم نناقش القضايا العالقة لأننا نرى الأوضاع في مصر وهمنا الأول هو استقرار مصر ونحن مؤجلون البحث في أي قضايا خلافية مع إخواننا في مصر ونريد أن يتفرغوا لقضاياهم ويحققوا استقرارهم ويبنوا مؤسساتهم وتكتمل، ومن ثم نفتح هذه القضايا بروح أخوية في أن الحل لهذه القضايا يقوم على مزيد من التعزيز للعلاقات الموجودة بين البلدين". وأشار إلى أبرز القضايا العالقة مع مصر وهي مسألة الحدود وحلايب و"نحن نقول إن هذه الحدود عندما رسمت فإن السودان لم يكن طرفاً، لأنها رسمت باتفاق ما بين مصر وبريطانيا، وعندنا اتفاقية تحتاج إلى تفعيل وهي اتفاقية الحريات الأربع بين البلدين بحيث أن يجد المواطن في البلد الآخر حرية الإقامة وحرية التنقل وحرية العمل وحرية التملك". حرب مع إسرائيل " نحن ليست لدينا مصلحة في أن تكون علاقاتنا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية متوترة، لكن الأميركان يحملون أجندة متحركة، ونحن أصبحنا لا نثق في الوعود الأميركية "وتطرق البشير إلى إسرائيل وقال "لن أتحدث عن موقف إسرائيل من السودان لكن موقفنا نحن منها، فنحن عندنا موقف ثابت لدعم القضية الفلسطينية، وقطعاً لم ندخل في أي محاولة من المحاولات الجارية للتطبيع مع إسرائيل أو حتى قضية السلام مع إسرائيل، فنحن مع القضية الفلسطينية". وقال إن إسرائيل ظلت تدعم كل من حمل السلاح ضد حكومة السودان، ليس الحكومة الحالية، ومن التمرد الأول في الخمسينيات فأول دعم تلقاه جنوب السودان كان من إسرائيل وظلت باستمرار تدعم أي تمرد يحدث في السودان طوال تاريخ السودان، فهي حرب مفتوحة معنا. وبخصوص علاقات بلاده مع أميركا قال الرئيس البشير: نحن ليست لدينا مصلحة في أن تكون علاقاتنا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية متوترة، لكن الأميركان يحملون أجندة متحركة، ونحن أصبحنا لا نثق في الوعود الأميركية أصلاً رغم أننا تفاءلنا بالمرحلة الثانية لأوباما وبوجود وزير خارجية ذي شخصية مستقلة، فهناك احتمال ولكن لا نعول عليه كثيراً.