هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتوجيه "ضربة محدودة" في الزمان والمكان تهدف إلى شل قدرات النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي الذي قال إنه استخدمه الشهر الماضي "ضد شعبه وأدى لمقتل أكثر من ألف إنسان". وركز أوباما في خطابه الذي وجهه للشعب الأميركي مساء الثلاثاء (بالتوقيت الأميركي)، على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب بذلك "جريمة ضد الإنسانية" باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين، "الأمر الذي يذكر بعمل النازية التي واجهتها أوروبا في القرن الماضي". واعتبر أن الثورة في سوريا ضد حكم الأسد تحولت إلى حرب أهلية خلّفت عشرات آلاف القتلى والجرحى، إضافة إلى ملايين المشردين. وأضاف أن مجرى هذه الحرب قد تغير مع الهجوم الكيميائي "المثير للاشمئزاز" الذي نفذه نظام بشار الأسد مؤخراً، و"أظهرت بشاعته" الصور التي تم تداولها وأظهرت "مأساة إنسانية حقيقية". أمن العالم " واشنطن ترى ان ضربة السلاح الكيميائي السوري ستحقق حماية لحلفاء الولاياتالمتحدة القريبين من سوريا كتركيا والأردن وإسرائيل " واعتبر الرئيس الاميركي أن استخدام هذا السلاح يشكل خطراً على أمن الولاياتالمتحدة وعلى أمن العالم. ولفت إلى أن المعلومات لدى بلاده تؤكد أن نظام الأسد مسؤول عن الهجمات الكيميائية، وأن هذا النظام قد قام بتوزيع أقنعة على جنوده قبل فترة من توجيه هجماته بالغازات المميتة، وأنه بعد استخدام هذا السلاح اكتظت المستشفيات بالقتلى والمصابين. وذكر أن اتخاذ إجراء حاسم ضد نظام الأسد سيحقق مصلحة أميركية، حيث سيكون ذلك رادعاً للأسد أو لغيره إذا ما فكر في استخدام السلاح الكيميائي مستقبلاً. وأضاف أن توجيه ضربة للسلاح الكيميائي السوري سيحقق كذلك حماية لحلفاء الولاياتالمتحدة القريبين من سوريا كتركيا والأردن وإسرائيل. ضمانات دولية " أوباما قال إن الضربة الأميركية لن تهدف إلى إسقاط النظام الحاكم في دمشق ولكنها ستدمر السلاح الكيميائي في سوريا " وأكد أوباما في الوقت نفسه على ترحيبه بأي حلٍّ دبلوماسي للمسألة، ولكن بضمانات دولية تؤدي للتّخلص من السلاح الكيميائي السوري، مضيفاً أنه في حال فشلت هذه الجهود فسيكون توجيه ضربة ضد النظام السوري ضروريا. وعن هذه الضربة المحتملة، حرص أوباما على التأكيد بأنها ستكون محدودة الزّمان والمكان، وأن واشنطن لن تكرر ما قامت به في كلٍّ من العراق وأفغانستان، وأن الجنود الأميركيين لن يتواجدوا على الأراضي السورية. وإزاء احتمال أن يشكل ضرب سوريا تهديداً للأمن الأميركي، استبعد أوباما ذلك، واعتبر أن النظام السوري أقل من أن يشكل تهديداً للأمن الأميركي. وقال إن الضربة الأميركية لن تهدف إلى إسقاط النظام الحاكم في دمشق، ولكنها ستدمر السلاح الكيميائي في سوريا.