حتى كتابة هذا التقرير الإخباري لم تكن الضربة الغربية بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد جيش «بشار الأسد» قد تم تنفيذها فعلياً بالرغم من أن المؤشرات تصب في إتجاه حسم المعسكر الغربي وحلفائه من أن ضرب «بشار» أمر حتمي. فقد تمادى على ما يبدو نظام «بشار»، وسمح لنفسه باستخدام كارت لم ولن تقبل الولاياتالمتحدة وحليفاتها في المنطقة الكيان الصهيوني باستخدامه وهو «السلاح الكيماوي»؛ حيث قامت عناصر من جيش الأسد يوم 21/8/2013م باستخدام السلاح الكمياوي وفقاً لناشطين حقوقيين وتقارير دولية ضد أبناء الشعب السوري في الغوطة، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 1500 قتيل منهم 465 طفلاً. «كيري» يبرر في 30 من شهر أغسطس عقد وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» مؤتمراً صحفياً أعتبره المحللون أنه لتبرير الضربة الأمريكية لنظام «بشار» في سورية، وقال كيري: إن «الولاياتالمتحدةالأمريكية تعلم من أين أطلقت الصواريخ المحملة بالكيماوي وفي أي توقيت أطلقت». مضيفاً أن «هناك أدلة دامغة على تورط نظام «الأسد» في هجمات الكيماوي»، وأكد «كيري» أن الإدارة الأمريكية اطلعت على تقارير من 11 موقعاً في ريف دمشق عن ضحايا الكيماوي، وكانت هناك إشارات واضحة على استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق. وفي حين كشف وزير الخارجية الأمريكي «كيري» أن نظام «الأسد» يمتلك أكبر ترسانة كيماوية في الشرق الأوسط، فقد أعتبر الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أن ذلك يمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكي وحليفتها الكيان الصهيوني وأصدقائها في المنطقة على حد وصف «أوباما». وكشف «كيري» أن كبار المسؤولين في نظام «الأسد» كانوا على علم بالهجوم، والإدارة الأمريكية تعلم ذلك، وأوضح «كيري» أن أطباء وطواقم طبية ضحوا بحياتهم لإنقاذ ضحايا القصف بالكيماوي. تقارير تركية تركيا تحركت بدبلوماسيتها ربما أيضاً لتوضيح وإقناع الرأي العام الداخلي والخارجي بضرورة ضرب الجيش السوري النظامي؛ حيث قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الجمعة 30/8 /2013م: إن معلومات المخابرات التي جمعتها أنقرة لم تدع مجالاً للشك في أن قوات الرئيس السوري «بشار الأسد» مسؤولة عن هجوم الغاز السام الذي وقع قرب دمشق الأسبوع الماضي. وقال داود أوغلو للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة: «من وجهة نظرنا التي تستند استناداً كاملاً إلى معلومات المخابرات والتقييمات التي أعدها خبراؤنا الوطنيون.. ما من شك في أن النظام السوري مسؤول». عملية محددة الأهداف وفي خطابه الذي سبق وزير خارجيته بأيام قال الرئيس الأمريكي «أوباما»: إن واشنطن لا تفكر في تحرك عسكري بالقوات البرية في سورية، وإنما عملية محدودة ضيقة وخيارات تقتصر على الهواجس المتصلة بالأسلحة الكيميائية، وقال: «لا يوجد من تزعجه الحرب أكثر مني لكن على الولاياتالمتحدة أن تحمي الأعراف الدولية»، وأشار إلى أن مجلس الأمن أظهر عجزاً عن التصرف في مواجهة خرق واضح للأعراف الدولية، مشدداً على أن على العالم أن يحرص على مبدأ عدم استخدام الأسلحة الكيميائية. وهو ما أكد عليه «جون كيري» في خطابه الجمعة الماضية بالقول: «إن أي تحرك عسكري في سورية لن يشبه العراق أو أفغانستان أو حتى ليبيا، ولن يكون هناك أي دور للقوات البرية في أي عمل عسكري محتمل»، لكن «كيري» أضاف بقوله: «نحن ملتزمون بالتوصل لحل سلمي للأزمة السورية عبر المفاوضات»، بسبب أن الجميع كره الحرب، والشعب الأمريكي بات منهكاً من الحروب أيضاً. وفي حين كان الموقف الأمريكي يصب في اتجاه ضربات محددة الأهداف، فإن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أكد على أن أي تدخل عسكري دولي ضد سورية، يجب أن يستهدف وضع نهاية لحكم الرئيس السوري «بشار الأسد». وقال أردوغان خلال كلمة بمناسبة يوم النصر، الجمعة الموافق 30/8/2013م: «لا يمكن أن تكون ضربة خاطفة لمدة يوم أو اثنين.. يجب إضعاف النظام إلى الدرجة التي يستسلم عندها». وحول احتمال حدوث تحرك دولي عسكري ضد سورية، أوضح رئيس الوزراء التركي أن «الحملة السورية يجب أن تكون شبيهة بحملة كوسوفو»، التي قام بها الناتو عام 1998م؛ لإخراج القوات الصربية من ذلك البلد. واعتبر أردوغان أنه «لا يفترض أن يدوم التدخل بسورية يوماً واحداً أو اثنين فقط»، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن «أي تدخل عسكري من دون الكشف عن إستراتيجية سياسية سيحقق نتيجة». مجلة المجتمع الكويتية