حسم التوثيق الجدل الدائر حول إقامة المرأة السودانية كلتوم محمود سبل "ست اللبن" وصاحبة الحمار الذي قام الطيران الإيطالي بقصفه في العام 1945م. وقال أحد أقارب المرأة إن كلتوم كانت تقطن القضارف وليس الخرطوم كما ذكرت الروايات. وروى الرجل في إفادته لبرنامج "كاميرا الشروق"، الذي بثته الشروق مؤخراً، أن ما حدث من قصف لحمار كان في العام 1945م بمدينة القضارف. وأضاف: "هي زوجة الوالد الذي كان يمتلك عدداً كبيراً من الماشية في ذلك التاريخ". وأكد أن كلتوم من منطقة الناظر "حي الشفيع" الحالي بمدينة القضارف وليس صحيحاً أن إقامتها كانت بمدينة كسلا أو الخرطوم. وقال إن حادثة قصف الطيران الإيطالي لحمار كلتوم كان في يوم "الخميس"، وكانت المرأة تأخذ اللبن إلى الستشفى. تفاصيل القصة " وجدت كلتوم شجرة ظليلة بجوار مستشفى القضارف وتركت أمامها الحمار الذي شاءت الأقدار أن تكتب له صفحة في كتاب التاريخ عبر شظية قاتلة " وتقول تفاصيل القصة إن طائرةً حلقت فوق أجواء المنطقة التي يوجد بها التأمين الصحي الحالي بالقضارف جوار بنك الدم. وقصفت الطائرة الحمار الذي تملكه كلتوم، وقد أبلغها العاملون بالمستشفى بالنبأ. وتؤكد الرواية التي وثقتها كاميرا البرنامج للعديد من الرواة أن كلتوم عاشت في أحد المنازل المتواضعة بالقضارف. وكانت المرأة تملأ أوعية اللبن، وتقوم ببيعها لمؤسسات منها المستشفى والسجن وبعض أماكن التجمعات، عبر حمار تمتلكه لهذه المهمة. ووجدت كلتوم شجرة ظليلة بجوار مستشفى القضارف وتركت أمامها الحمار الذي شاءت الأقدار أن تكتب له صفحة في كتاب التاريخ عبر شظية قاتلة أطلقها الطيران أصابته أمام مستشفى القضارف الحالي في العام 1945م، وكان واضحاً أن القصف الإيطالي قد أخطأ هدفاً حاول قدر الإمكان التصويب عليه. دلالات تهكمية وفصول القصة ضمنتها الفنانة السودانية الراحلة عائشة الفلاتية في الأغنية الشهيرة التي يقول مطلعها :"الليمون سقايتو علي..". ويقول الباحثون في التراث إن هذه الأغنية لها دلالات "تهكمية" استهدفت الجيش الإيطالي الذي تقاطعت مصالحه من الإنجليز على تخوم الشرق. وأكد باحثون أن كلمات الأغنية مليئة بالسخرية التي تشير إلى قدوم الطائرة بهدف قصف القوات الموالية للجيش الإنجليزي. وتسببت الاضطراب في تغيير هدف القذيفة التي دفع بها سلاح الجو الإيطالي إلى عشرات الأمتار بعيد عن المعسكر المقصود ليصاب حمار كلتوم بشظية أخطأت هدفها. ويرى مؤرخون أن من دلالات القصة أنها أكدت أن الفن السوداني له القدرة على الاحتفاظ بالأحداث وتفاصيلها على مدى التاريخ الذي تفيد مؤشراته بأهمية التوثيق للمواقف والقصص داخل المجتمع السوداني حتى تصبح ملامح الحياة في السودان حاضرة في أذهان الأجيال القادمة.