دعا زعماء قبليون في أبيي أمس لإعادة النظر في مقررات التحكيم الدولي بشأن المنطقة المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه، وبين قبيلتي الدينكا نقوك والمسيرية الرعويتين، وطالب الزعماء بعقد مؤتمر يضع الحلول المرضية لكل الأطراف. ويرهن زعماء القبائل على توسيع دائرة المشاركة الشعبية لتصفية الخلافات الناشبة جراء صراع أبيي منذ فترة طويلة. وللمنطقة بروتكول خاص في اتفاق السلام الشامل سيحدد مصيرها عبر استفتاء أهلها بالانضمام إلى الجنوب أو إبقاء أبيي ضمن حدود الشمال. وقسمت المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي منطقة أبيي بين الشمال والجنوب في يوليو الماضي. واقترح رئيس مجلس شورى قبائل حمر عبد الحي صافي الدين، أن يجلس حكماء الدينكا والمسيرية وحكماء القبائل المجاورة، كالحمر والنوبة، لإزالة الرواسب وما علق في بعض النفوس. صعوبات ترسيم الحدود من جانبه أشار د. عبد العزيز أمين الشيخ مدير مركز دراسات السلام بجامعة كردفان إلى صعوبات عدة تواجه ترسيم حدود أبيي، منها أن تاريخ جنوب كردفان وأبيي يفتقد لكثير من المصادر والوثائق التي تساعد في رسم الحدود بدقة وهو ما يترتب عليه كثير من الخلافات حول دعاوى الطرفين بالأحقية في المنطقة. وأضاف الشيخ في حديث لقناة الشروق أمس الثلاثاء، أن المنطقة تسكنها أيضاً قبائل رعوية و"الماكنزيمات" بالمنطقة على طول التاريخ تشير إلى أهمية ارتحال الإنسان مع الحيوان للتكيف من المناخ. وأكد أمير قبائل الشويحات فتح الرحمن عباس، أن قرارات التحكيم الدولي لن تخدم غرضاً لأن أبيي يجب أن تكون مفتوحة للقبائل الرعوية التي تحتاج للترحال من منطقة إلى أخرى خلال فصلي الصيف والخريف. وقال إن القيود والحدود لن تجد حظها من الاحترام والتنفيذ لأن حياة الناس في المنطقة تتطلب الحركة "وهذه القرارات تتعارض مع طريقة معاشهم".