أُختتم يوم الخميس بالمتحف القومي بالخرطوم معرض المخطوطات الشرقية الذي نظمته الجامعة الهولندية بالتعاون مع سفارة بلدها في الخرطوم، ضمن سلسلة معارضها في عدد من البلدان الإسلامية والعربية، احتفالاً بمرور أربعمائة عام على إنشاء قسم الدراسات العربية فيها، على يد توماس إربينيوس (1584 - 1624). من بين ستة آلاف مخطوطة تمثّل "المجموعة الشرقية لجامعة ليدن"، تزيّن أربعون نسخة مصوَّرة من المخطوطات ذات القيمة التاريخية والفنية الأكبر، جدران قاعة العرض في المتحف السوداني، مشكّلةً عماد معرض "فن الكتاب الإسلامي من مجموعة ليدن: الجمال في المخطوطات الشرقية". ويضم المعرض صوراً لمخطوطات وزخارف ونقوش تحكي تطور الفن الإسلامي، بدءاً من النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي، وحتى القرن العشرين. ومن المخطوطات الثمينة ضمن مجموعة ليدن، نجد "كتاب الحشائش"، وهو الترجمة العربية لكتاب الحكيم اليوناني ديسقوريدوس، وتأتي أهميتها من كونها أقدم مخطوطة عربية موجودة حتى الآن تتناول موضوعاً علمياً، وتعود إلى عام (475ه/1083م). هذا بالإضافة إلى صفحات من أقدم نسخ القرآن، ونماذج لأعمال الحفر والزخرفة الإسلامية المحكمة والدقيقة. وكما برّر إربينيوس إنشاء قسم الدراسات العربية، بأن "الثقافة العربية أظهرت الحكمة للعالم"؛ تمنح جامعة ليدن زائر المعرض هذه الرسالة نفسها، بتركيزها على عرض مخطوطات لكتب كان لها عظيم الأثر في النهضة الأدبية والعلمية لمسلمي القرون الوسطى، بدءاً من القرآن.