وصل الرئيس التشادي إدريس ديبي أمس الإثنين إلى العاصمة السودانية الخرطوم، في زيارة رسمية تستغرق يومين، تعد الأولى منذ العام 2004م، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير تتعلق بتطبيع العلاقات بين البلدين وتعزيزها. وقالت مصادر مطلعة في الخرطوم، إن الزيارة تهدف لوضع الخطوط العريضة للتطبيع بين البلدين على خلفية البروتوكول الأمني الموقع بين الجانبين. ويترأس ديبي وفداً رفيع المستوى، ويبتدر مباحثاته بلقاء البشير في قمة مصغرة بقاعة الصداقة، بينما يخاطب غداً الثلاثاء لقاءً حاشداً لأبناء الجالية التشادية في السودان، على أن يغادر إلى بلاده بعد غد الأربعاء. وتشكل الزيارة، بحسب مراقبين، مؤشر تهدئة بين السودان وتشاد الجارين اللذين يتحاربان من خلال مجموعات متمردة في البلدين، واللذين يعتبر تحسن العلاقات بينهما ضرورياً للتوصل إلى سلام في دارفور. زيارة تاريخية ووصف وزير الخارجية السوداني دينق ألور الزيارة ب"التاريخية"، وقال: "نحاول تحسين العلاقات بين السودان وتشاد، وأظن أن هذه الزيارة تدل على ذلك". وتابع الوزير: "نأمل البحث في العديد من الرهانات وتسويتها خلال هذا اللقاء". ووقع السودان وتشاد الجمعة الماضية بروتوكولاً إضافياً لدعم الأمن والاستقرار على حدود البلدين. واتفق الطرفان على أن يتولى السودان قيادة القوات المشتركة بين البلدين للأشهر الستة الأولى. وتم اختيار مدينة الجنينة لتكون مقراً لقيادة القوات خلال الفترة الأولى، على أن يجتمع خبراء البلدين لاعتماد مشروع الإطار القانوني وإعداد قوات الاشتباك التي تنظم عمل القوات المشتركة لتأمين الحدود بين البلدين، فضلاً عن إعداد خطة نشر القوات المشتركة على نقاط المراقبة في مدة أقصاها يوم الخامس والعشرين من فبراير. وشن المتمردون التشاديون هجوماً كاسحاً على إنجمينا انطلاقاً من الأراضي السودانية في فبراير 2008، واقترب المتمردون من السيطرة على إنجمينا بعد أن حاصروا قصر الرئاسة قبل أن ينتفض جيش ديبي ويستعيد السيطرة، ووجهت تشاد الاتهام للسودان بدعم المتمردين. وفي مايو من ذات العام شنت حركة العدل والمساواة الدارفورية انطلاقاً من تشاد، هجوماً على مدينة أمدرمان شمال غرب العاصمة الخرطوم، وسارعت الحكومة السودانية أيضاً إلى توجيه أصابع الاتهام لإنجمينا.