تمكنت الكفيفة فاطمة الفاضل التي تقطن بحي أركويت بودمدني حاضرة ولاية الجزيرة، من إعالة أسرة تتكون من أحد عشر شخصاً من خلال بيعها لمشغولات يدوية تقوم بتصميمها اعتماداً على حاسة اللمس وتلاقي رواجاً بأسواق المنطقة. وقدمت فاطمة التي فقدت بصرها أثناء دراستها بالجامعة، أنموذجاً يحتذى في تجاوز المصائب والمحن، إذ أنها لم تستكن البتة لإعاقتها وكافحت من أجل الحصول على مهنة تجاوزت بها فقدان البصر ومكنتها من إعالة أسرة كبيرة جعلتها الأقدار، المسؤول الأول عنها باعتبارها أكبر اخوتها. وتقول الفتاة الثلاثينية التي فقد أباها أحد قدميه، إنها فقدت بصرها وهي طالبة بكلية التربية جامعة الجزيرة، لكنها لم تذكر لقناة الشروق التي عكست نماذج من مشغولاتها اليدوية وجانباً من حياتها اليومية، السبب وراء تلك الإعاقة. وأضافت: "من حينها قررت أن أمضي في طريقي دون وهن أو ضعف لتجاوز صعاب الحياة وظروفي الأسرية". وتابعت: "رغم إنني فقدت البصر لكني واصلت مسيرتي في التدريس وعملت بمدرستي أبوبكر وأم حبيبة وبعدها انتقلت إلى النشاط الطلابي بمحلية ودمدمني". مكفوفة تعلم مكفوفين وقالت إنها تعتمد في دخلها اليومي على المشغولات اليدوية، فهي تقوم بتصميم تلك المشغولات في أشكال هندسية رائعة وتتعامل مع تجار في السوق يقومون بشراء السلعة منها. وتمتد يدا فاطمة الماهرة لتنشر أسرار مهنتها، حيث تؤكد أنها التحقت باتحاد المكفوفين وأصبحت تقدم لهم مساعدات جمة في مجال المشغولات اليدوية. وتقول أم الكفيفة "أم سلمة يوسف"، إن ابنتها لم تستكن لتلك الإصابة التي ألمت بها موخراً، وإنها لم تتوقف جراءها عن دعم الأسرة ومد يد العون لها، وقالت: "نعتمد عليها جميعاً في حياتنا وهي مصدر دخل ثابت للأسرة وتعول تسعة أبناء وتلتزم باحتياجاتهم المدرسية". ونقلت كاميرا الشروق مشهداً للكفيفة فاطمة وهي محاطة بصديقاتها من الكفيفات. وقالت إحداهن: "تعلمنا من فاطمة الكثير وشجعتنا على أن لا نتوقف عن ممارسة الحياة وأن لا تكون الإعاقة سداً منيعاً أمام الطموح".