تحولت محطة السكة الحديد داخل مدينة الدامر بولاية نهر النيل إلى أحد مواقع البحث والتنقيب العشوائي عن معدن الذهب، وتدافع العشرات، عقب صلاة الجمعة الماضية، تجاه الرصيف الغربي للمحطة بحثاً عن ثراء سريع. أصل الحكاية بدأت قبل أكثر من عام تقريباً عندما وقع حادث سير حديدي داخل محطة المدينة، تهاوت على إثره إحدى عربات قطار البضاعة وانهال جزء من حمولتها من الأحجار على الرصيف الغربي للمحطة. لكن خلال يوم الخميس الماضي، أي بعد أكثر من عام على حادثة انهيار العربة، تشاء الأقدار أن تتوقف إحدى قاطرات البضاعة لعطب فني وهي في طريقها للخرطوم. وقبيل أن يغادر القطار بعد أكثر من 24 ساعة توقف ينزل أحد أفراد شرطة السكة الحديد بعربة الفرملة الأخيرة لأمر ما. شكوك وفضول ويلمح الشرطي على الأرض حجراً يلمع، ما أثار في نفسه الشكوك والفضول بأن بالأمر شيئاً غريباً. ويبدو أن الشرطي حاذق جداً جداً بأمر الذهب والتعدين والتنقيب، وعندما تأكد وتيقن من الأمر بدأ يجمع في الحجارة بسرعة، لكن في غمرة ذلك داهمته صافرة القطار فأخذ ما جاد به النصيب وأسرع يلحق بقطاره. وقبل ذلك أطلق الشرطي صيحة جامدة ومدوية جلجلت في الدامر وهو يقول: "يا ناس الدامر بلدكم فيها دهب". وعلى إثر تلك الصيحة خرج أهل المدينة، عن بكرة أبيها، وتظهر على محياهم علامات الدهشة والذهول. وكان العم حسن الطيب ناظر المحطة أول الملبين للنداء وبعده جمع غفير من الرجال والنساء والشباب والأطفال، الكل في بحث وكسر وطحن وهرس وتعبئة وغرف ومن ثم هرولة. سكة حديد في أوجها " إحدى المسنات جاءت تتوكأ على عصا "دهرية" وعندما حاول أفراد الشرطة إبعادها أمطرتهم بالدعاء عليهم قبل ان تسيطر الجهات المسؤولة علي المحطة " أما المشهد العام للمحطة فيذكرك بالسكة الحديد وهي في أوجها وعظمتها عندما يدخل على المحطة قطار في ذلك الزمن، فالناس والدواب والعربات من كل نوع والزحمة والحركة مذهلة. والعقلاء الذين استوقفهم الحدث سلبهم هوس الذهب وهلع الناس عقولهم، أما المجانين فهم أسعد الناس بالحدث بعد أن تساوت المقامات والهيئات بينهم والآخرين. وأكثر الناس عقلاً كان يحمل حجراً أو حجرين ويضحك. أما حقيقة الذهب من عدمه فتؤكدها الروايات الموثوقة، بدليل أن أحدهم عرض ما وجد على أحد الصاغة وتلقى منه على الفور مقابلاً مادياً مجزياً. واعتبر سكان الأمر من علامات الساعة وهم يرددون أن الذهب في آخر الزمان يمكن أن يوجد في أي مكان. وفي نهاية المطاف أسدل الستار على هذه "الهجمة الذهبية" بسيطرة الجهات المسؤولة على الموقع. الطريف في الأمر أن إحدى المسنات جاءت تتوكأ على عصا "دهرية" وعندما حاول أفراد الشرطة إبعادها أمطرتهم بالدعاء.