أصدر رئيس دولة جنوب السودان سالفاكير ميارديت مراسيم رئاسية، الجمعة، بتشكيل الحكومة الانتقالية متقاسماً السلطة مع المتمردين السابقين بزعامة رياك مشار، وذلك تنفيذاً لاتفاق السلام المبرم في أغسطس من العام الماضي. وبث مرسوم كير "لتعيين وزراء في حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية" صباح الجمعة على الإذاعة الحكومية بعد ثلاثة أيام على عودة مشار إلى جوبا وأداء اليمين نائباً للرئيس. واحتفظ وزيرا الدفاع والمالية كوال مانيانغ وديفيد دينق أتوربي، المقربان من كير، بمنصبيهما، أما حقيبة النفط الذي يعد المصدر الوحيد لإيرادات البلاد، فعهد بها إلى داك دوب بيشوك المتمرد السابق. وأسندت حقيبة الخارجية إلى دينق ألور الذي كان تولى هذا المنصب في السودان الموحد قبل أن ينال جنوب السودان استقلاله في 2011. وألور أحد "السجناء السابقين"، وهي مجموعة متمردين نافذين أوقفوا لدى اندلاع النزاع ثم أفرج عنهم تحت الضغوط الدولية. وأصبح لام أكول زعيم المعارضة المستقل عن التمرد، وزير الزراعة والأمن الغذائي. ورغم التقدم المحرز أخيراً مع عودة مشار إلى جوبا، فإن التعاون المثمر داخل الحكومة ليس بالأمر المحسوم، ولا تزال مشاعر العداء بين معسكري كير ومشار عميقة في حين تتعايش قواتهما المسلحة في العاصمة.