كشف مسؤول رفيع في وزارة الخارجية السودانية عن مساع حثيثة تقودها بلاده ضمن عدة محاور ثنائية وإقليمية ودولية، لتثبت السلام في جنوب السودان، قائلاً إن أميركا ودولاً غربية طلبت عون الخرطوم لإجلاء رعاياها من مدينة جوبا. وقال وكيل الوزارة السفير عبدالغني النعيم في تصريحات نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في العاصمة البريطانية لندن يوم الأربعاء، إن السودان ينشط في عدة محاور من بينها مجموعة "إيقاد" الأفريقية لإحلال السلام بالجنوب. وأدت المعارك في عاصمة جنوب السودان بين قوات الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وفرار الآلاف من مناطقهم. وطالب النعيم الأطراف المتصارعة بالالتزام بالاتفاق الذي وقعه الطرفان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أخيراً، مشيراً إلى أن عدداً من الدول الأوروبية والآسيوية بجانب أميركا، طلبت من الخرطوم مساعدتها في إجلاء رعاياها من جنوب السودان. مساع حثيثة " وزير الخارجية السوداني أ.د. إبراهيم غندور شارك في الاجتماع الطارئ لمجموعة الايقاد الذي انعقد بالعاصمة الكينية نيروبي، بهدف مناقشة الأوضاع والتطورات وما جرى من أحداث مؤسفة في جنوب السودان "وقال النعيم هناك مساع حثيثة، على المستوى الثنائي، قادها الرئيس عمر البشير من خلال اتصاله المباشر مع كل من سلفاكير ومشار فضلاً عن الجهد الذي تقوده السفارة السودانية بجوبا، والاتصال مع وزارة خارجية جنوب السودان، لاحتواء الوضع والعمل على استمرارية الهدوء المشوب بالحذر الآن، حقنا للدماء وتعزيزاً للأمن والسلام والاستقرار السياسي في جنوب السودان. ونوه إلى أن وزير الخارجية السوداني أ.د. إبراهيم غندور شارك في الاجتماع الطارئ الذي انعقد بالعاصمة الكينية نيروبي، بهدف مناقشة الأوضاع والتطورات وما جرى من أحداث مؤسفة أخيرة هناك. ولفت النعيم إلى أن السودان لا يألو جهداً في هذا الشأن، ويقدم كل ما من شأنه عون اللاجئين الجنوبيين، منوهاً إلى توقيع اتفاق يسمح بمرور العون الإنساني بالنسبة إلى جنوب السودان عبر السودان، باعتبار أن لديه منفذاً على البحر بخلاف جنوب السودان الذي لا يمتلك منفذاً على البحر. قلق كبير وقال النعيم إن وزارة الخارجية السودانية تتابع بقلق كبير الأحداث، نسبة للتدهور الأمني الذي انتظم تلك المناطق وتسبب في سقوط مئات القتلى من كل الأطراف فضلاً عن تأثيره المباشر على السلام الذي كان مرجواً وعلى المواطنين والمقيمين في جنوب السودان من مختلف الجنسيات وبالتالي تأثيره السلبي المباشر على السودان. ونوه إلى أن السودان يعتبر المأمن الحقيقي حالياً لاستقبال الكثير من المواطنين الجنوبيين الذي يلجأون إليه طلباً للأمان والحياة. وفيما يتعلق بالمواطنين السودانيين المقيمين في جنوب السودان، قال النعيم "حتى الآن لم يصب أحد بأذى". وكشف أن الحكومة السودانية كونت لجنة الآن على مستوى وزاري لمتابعة الموقف، وتسهّيل مهمة وصول كل من يخرج من جنوب السودان. وأشار النعيم إلى أن اللجنة المعنية في اجتماعات مستمرة حتى ما إن يتم الوصول إلى مرحلة الإخلاء يكون هناك جاهزية تامة واستعداد لمعالجة الموقف والتعاطي معه بروح مهنية وإيجابية عالية. الجهد الإقليمي " النعيم يقول حتى هذه اللحظة السودان مستمرّ في اتصالاته مع كل الشركاء، لدفع الأطراف كافة المعنية للعمل من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام للظفر بجوار آمن مستقر متعاون لتحقيق المصلحة المشتركة لشعب واحد في دولتين "ولفت وكيل وزارة الخارجية إلى أن السودان يعزز الجهد الإقليمي والدولي للحفاظ على سلامة واستقرار الجنوب من حافة الحرب، من خلال عمله ضمن مجموعة "الإيقاد". ونوه إلى أنه حتى هذه اللحظة، السودان مستمرّ في اتصالاته مع كل الشركاء، لدفع الأطراف كافة المعنية للعمل من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام للظفر بجوار آمن مستقر متعاون لتحقيق المصلحة المشتركة لشعب واحد في دولتين. وأضاف النعيم "رؤيتنا أن نقبل بانفصال جنوب السودان، بهدف تحقيق السلام في شطري البلدين الذي كان واحداً، وأصبح بلدين فيما بعد، وبعد الانفصال كانت الرؤية ولا تزال أن يكون لدينا جوار آمن ومسالم ومتعاون، لأن الروابط بين شعبي البلدين كبيرة جداً". وتابع قائلاً "لذلك يؤسفنا جداً ما يحدث في جنوب السودان من قتال ونزوح ولجوء، بسبب غياب الاستقرار الأمني".